في ظلّ أحداث العنف التي تشهدها ولاية سيدي بوزيد منذ الأسبوع الفارط ومخاوف العديد من الأطراف من اندلاع ثورة ثانية في الجهة، قال حمادي الجبالي في تصريح أدلى به لإذاعة موزاييك "أ ف م"ان هناك مطالب لتحرير سيدي بوزيد معتبرا ذلك أمرا مبالغا فيه جدا. وحول وجود أطراف تؤكد وقوع ثورة ثانية بسيدي بوزيد قال الجبالي "نحن سنقوم بثورة ثانية في سيدي بوزيد لكنها ستكون ثورة التنمية والرخاء". وأكّد الجبالي أنّ سعي بعض الأشخاص للارتداد على الثورة هو أمر خطير، مبيّنا فتح الاتحاد أبوابه أمام الأحزاب السياسية للإطاحة بالشرعية التي لا تكون إلاّ عبر انتخابات شرعية". كما أكّد وجود خطب متطرفة تدعو للإطاحة والانتفاضة والثورة. ومن جهة أخرى، دعا الجبالي الاتحاد العام التونسي للشغل إلى أن يبين موقفه من دعوة الأحزاب السياسية في مقراته أو أن يقوم بفتحه لمختلف الأحزاب السياسية، متسائلا عن دور الاتحاد في هذه المرحلة. اتحاد الشغل يردّ "الصباح نيوز" اتصلت هاتفيا بسامي الطاهري الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل للتعرّف على موقف الاتحاد من ما جاء على لسان حمادي الجبالي. وقد قال أنّه كان من الأجدر على الجبالي أن يقوم بحلّ مشاكل أهالي سيدي بوزيد عوض أن يبحث في موضوع استضافات الاتحاد لعدد من شخصيات المجتمع المدني. وأضاف قائلا: "حمادي الجبالي يعرف أنّ شكري بلعيد زار مقرّ الاتحاد لأنّه كان من بين المتضررين من النظام السابق وهو أيضا محام". كما قال أنّه في صورة وجود مشاكل لدى حمادي الجبالي وعلي العريض متاتيتة لهما من شكري بلعيد فعليهما أن لا يقحما الاتحاد فيها". وفي نفس السياق، ذكّر الطاهري الجبالي أنّه زار مقر الاتحاد كزعيم سياسي، مبيّنا أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل يفتح أبوابه أمام الجميع باعتباره منظمة وطنية وزيارات الزعماء السياسيين له خير دليل على أهميته. وقال الطاهري أنّ الاستضافات داخل مقرات الاتحاد لا تمسّ قيد أنملة من استقلاليته، مؤكّدا أنّ الاتحاد يستطيع أن يقول لا للحكومة أو للمعارضة. ودعا الطاهري الجبالي بأن ينكبّ على حلّ مشاكل البطالة والتنمية والفساد والكفّ عن تعيين ولاة لا كفاءة لهم سوى أنّهم من أعضاء حركة النهضة. كما دعا كلّ من الجبالي وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة للتشاور مع مختلف أطراف المجتمع المدني والأحزاب السياسية. واعتبر الطاهري استعمال الاتحاد الحكومة شماعة لتعليق الفشل عليها مجرّد هروب من مواجهة المشاكل التي تتخبط فيها كامل البلاد. ومن جهة أخرى، طالب الطاهري الحكومة بتوضيح موقفها من الأحداث وأن تكفّ عن اتهام أهالي سيدي بوزيد على أنّهم لصوص وباعة خمر وفلول النظام السابق. وتوجّه الطاهري بسؤال لحمادي الجبالي مفاده هل أنّه يعتبر الاتحاد قوة من قوى الثورة أم كما يتهمون سيدي بوزيد بأنّه من الثورة المضادة.