تبدي دوائر صنع القرار في فرنسا "قلقا" من التقارب الروسي الجزائري، بعد زيارة وزير الخارجية، سيرغي لافروف، مؤخرا، حيث قال تقرير فرنسي إن "روسيا تريد تثبيت موطئ قدم لها في ليبيا عبر الجزائر". أوضح التقرير الفرنسي وفق صحيفة "لوبوان"، أن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى الجزائر، تأتي في سياق سعي موسكو، لكسب موطئ قدم في ليبيا المجاورة. وأشار إلى أن هذه الزيارة تناولت الملف الليبي، حيث تسعى موسكو إلى لعب دور في ليبيا وعدم فقدان دورها بصورة حاسمة في مستقبل المنطقة، ناهيك عن أنه لا ينبغي نسيان أن ليبيا كانت لها علاقات مع روسيا خاصة في مجال شراء الأسلحة. وأبرز المصدر أن زيارة لافروف للجزائر، تعد فرصة لموسكو من أجل التأكيد على تحالفها مع الجزائر أيضا، التي تظل الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا والعالم العربي التي أبدت تأييدها لنظام بشار الأسد، ولفت إلى أن روسيا يساورها القلق من إقدام الناتو على اجتياح ليبيا، الأمر الذي يجعلها تبحث عن حلفاء لها في الملف الليبي سواء كان هذا على الصعيد الدبلوماسي أو العسكري. وقالت "لوبوان" إن التهديدات التي تتعرض لها الجزائر على حدودها مع ليبيا خطيرة أكثر من أي وقت مضى، مضيفة أن الجزائر تواجه العديد من التحديات الأمنية، إذ يقع على عاتقها مهمة منع ليبيا من أن تصبح أفغانستان جديدة، فضلا عن مراقبة الاضطرابات التي تشهدها جارتها تونس عن كثب. وأما على الصعيد الداخلي فهناك أزمة اقتصادية واجتماعية تشهدها البلاد، بينما حال انخفاض أسعار النفط دون استمرار الجزائر في استيراد السلع الأساسية وتقديم الدعم الاجتماعي. وأضاف التقرير أن الأزمة في مالي جذبت العديد من الإرهابيين إلى جنوبالجزائر، إذ أنهم باتوا يفضلون الانتشار في مالي وليبيا، غير أن التحدي الداخلي الأساسي أمام السلطات الجزائرية لا يزال يتمثل في منع تكوين خلايا تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي. وأكد المصدر أن الأزمة الليبية تثير قلق الحكومة الجزائرية التي تخشى من اقتحام إرهابيين قادمين من ليبيا لحدودها الشرقية، مبرزة أنه يعد الشغل الشاغل للحكومة وهو حماية منشآت الغاز التي تقع على الحدود الجزائرية الليبية، إذ أنها تريد تجنب تكرار سيناريو الهجوم الإرهابي على عين أمناس في شهر جانفي من عام 2013، على يد مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.(الفجر الجزائرية)