علمت "الصباح" أن معلومات استخباراتية وصفت بالخطيرة توفرت قبل أيام لدى جهاز الاستعلامات وأيضا لدى الوحدات الأمنية المختصة في البحث في جرائم الإرهاب وعُمّمت على بعض المصالح الأمنية المختصة تتعلق بتسلل مجموعة من الإرهابيين إلى تونس عبر ليبيا وتحصن 11 منهم بولاية القيروان بهدف ارتكاب أعمال إرهابية دموية في سوسة والعاصمة انطلاقا من عاصمة الأغالبة انتقاما لمقتل عشرات الإرهابيين أبرزهم مفتاح مانيطة ومحمد الكردي ومحمد ضيف الله والصحبي الميلي وإيقاف العشرات من المتشددين دينيا المتبنين للفكر الداعشي الإرهابي على أيدي الوحدات الأمنية والعسكرية في أعقاب عمليات متنوعة بمعتمدية بن قردان ومناطق أخرى بالعاصمة وولايات تطاوين ومدنين ونابل. وتهدف هذه المخططات الإرهابية- التي تتمثل وفق المعطيات التي تحصلنا عليها في عمليات انتحارية أو هجمات مسلحة تستهدف-مبدئيا- منشآت سياحية ومقرات أمنية وربما عسكرية خاصة بولايتي سوسةوتونس العاصمة- إلى ضرب الأمن والسياحة والاقتصاد في تونس وإدخال البلاد في الفوضى والاضطراب. وحسب المعطيات الأولية فان بعض الأبحاث مع إرهابيين يرجح أنهم ليبيون وتونسيون ألقي القبض عليهم في سوريا كشفت عن تسلل إرهابيين تونسيين وأجانب من ليبيا إلى الجنوب التونسي بينهم 11 عنصرا يرجح أنهم انتحاريون توجهوا نحو ولاية القيروان حيث يعتقد تخفيهم وبحوزتهم - وفق المعلومات المتوفرة-أحزمة ناسفة وأسلحة حربية وذخيرة، بهدف التخطيط لعمليات إرهابية انتقامية متزامنة على الأرجح خلال شهر افريل القادم تستهدف ولايتي سوسةوتونس العاصمة وخاصة بعض المنشآت السياحية بسوسة وتحديدا بحمام سوسة ومقرات أمنية بسوسة والعاصمة وربما مقرات عسكرية بالعاصمة. فتاة من بين المشتبه بهم!؟ وكشفت معطيات استعلاماتية إضافية أن عناصر إرهابية قد تكون جندت فتاة لاستغلالها في نقل أسلحة او متفجرات إلى العاصمة، ووفق مخطط الإرهابيين فانه سيتم إرسال حزام ناسف او أكثر من القيروان إلى معتمدية الحمامات حيث تتسلمه فتاة وتقوم بنقله إلى العاصمة ثم تسلمه لعنصر إرهابي في إطار الاستعدادات للمخطط المزمع تنفيذه انتقاما للعناصر الإرهابية التي تمت تصفيتها في بن قردان، ومحاولة ضرب المؤسستين الأمنية والعسكرية التي استبسلت في الدفاع عن حرمة الوطن ومناعة ترابه وأحبطت المخطط الإرهابي في إعلان بن قردان إمارة داعشية. ولكن اجهزتنا الأمنية المستنفرة، والتي تعاملت مع كل هذه المعلومات الاستعلاماتية الدقيقة بكل جدية تفطنت لهذا المخطط وهي تجتهد ليلا نهارا لإحباطه في المهد والقبض على المشتبه بهم الذين يرجح ان من بينهم أجانب يبدو أنهم يلقون الدعم من عناصر تكفيرية تونسية قد تكون تنتمي لخلايا نائمة. رصد 14 إرهابيا في جبل وسلات في سياق متصل علمنا أن الوحدات الأمنية والعسكرية قامت قبل ايام بتمشيط جبل وسلات الواقع بين مدينتي حفوز والوسلاتية من ولاية القيروان على خلفية معلومات مؤكدة حول رصد تحركات مشبوهة لحوالي 14 عنصرا يتردد أنهم مسلحون، وأكدت مصادر أمنية مطلعة ل"الصباح" توفر هذه المعلومات، واتخاذ الإجراءات والاحتياطات الأمنية والعسكرية الضرورية لتعقب المشتبه بهم الذين يرجح تخفيهم في مغاور وكهوف هذا الجبل المعروف بوعورة تضاريسه وشساعة مساحته. 4ملثمين في جبل طرزّة وإضافة إلى التحركات المشبوهة بجبل وسلات فقد توفرت قبل أيام ايضا معلومات عن وجود أربعة عناصر ملثمة ترتدي أزياء قتالية سوداء اللون بجبل طرزّة الذي لا يبعد سوى خمسة كيلومترات على حفوز المدينة، والممتد بين مدن حفوز والعلا والحاجب وتتواجد به محطة إرسال إذاعي وتلفزي مؤمنة من طرف الوحدات العسكرية، ووفق مصادرنا فان المشتبه بهم الذين يرجح انهم مسلحون فروا من المكان حال التفطن لوجودهم، وقد قامت الوحدات الأمنية والعسكرية بتمشيط المكان، في انتظار الاتفاق على خطة أمنية مشتركة بين مختلف المصالح المتداخلة للتعامل مع هذه التطورات بما يضمن التصدي لهذه المجموعات المشبوهة. يذكر أن رفيق الشلي كاتب الدولة السابق المكلف بالأمن أكد أمس في تصريح إعلامي أن هناك تهديدات من «داعش ليبيا» كرد فعل لإخفاقهم في بن قردان محذرا من حصول تفجير او عملية منفردة في بن قردان او في أي مكان آخر، في وقت قرّر فيه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أمس -بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب - التمديد في حالة الطوارئ بكامل تراب الجمهورية لمدّة ثلاثة أشهر وذلك ابتداء من اليوم 23 مارس 2016 بسبب تواصل التهديدات الإرهابية. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 23 مارس 2016