أكدت نتائج أحدث سبر آراء أجرته مؤسسة "إمرود كونسلتينغ" بالتعاون مع "دار الصباح" حول التونسي ومطالعة الكتب أن العلاقة بين التونسيين والكتاب مازالت ضعيفة. فقد قامت المؤسسة في الفترة فيما بين 24 و27 مارس الجاري باستجواب 1000 شخص عبر الهاتف وهي عيّنة ممثلة عن التونسيين من 24 ولاية (من المدن والأرياف) وطرحت عليهم ثلاثة أسئلة باللهجة الدارجة التونسية هي على التوالي: - بخلاف الصحف والمجلات والكتب المدرسية والمصحف الشريف هل لديك كتب أخرى في بيتك؟ - هل اقتنيت في الأشهر الإثني عشر الأخيرة كتابا بغاية مطالعته؟ - أنت شخصيا هل طالعت في الأشهر الإثني عشر الأخيرة كتابا بخلاف كتاب القرآن؟ وقد بينت الأرقام أن نسبة التونسيين الذين لا يملكون في البيت كتبا بخلاف الصحف والمجلات والكتب المدرسية ومصحف القرآن تصل إلى 75 بالمائة وأن نسبة 24 بالمائة فقط يملكون كتبا بالبيت. ورغم أن هناك تحسنا طفيفا فيما بين 2015 و2016 ذلك أن الأرقام تفيد بأن 79 بالمائة سنة 2015 أكدوا أنه ليست لديهم كتب في منازلهم فإن العلاقة مع الكتاب تبقى ضعيفة وهو ما تؤكده الأجوبة عن بقية الأسئلة. فقد انتهت نتائج أحدث استطلاعات الرأي التي قامت بها مؤسسة إمرود كونسلتينغ إلى أن 14 بالمائة من التونسيين فقط صرحوا بأنهم اقتنوا كتابا للمطالعة الشخصية وقد كانت نسبتهم 9 بالمائة فقط في سنة 2015 وهو ما يعني كذلك أن هناك تحسنا طفيفا في العلاقة بين التونسي والكتاب لكن نسب الإقبال على المطالعة تبقى دون المأمول. وتؤكد نتائج نفس استطلاع الرأي أن 18 بالمائة فقط طالعوا كتابا (بخلاف القرآن الكريم) في الإثني عشر شهرا الأخيرة وحتى وإن لا حظنا أن هناك تحسنا في هذا الباب كذلك فيما بين 2015 و2016 ففي سنة 2015 لم تتجاوز نسبة التونسيين الذين طالعوا كتابا بخلاف القرآن الكريم ال12 بالمائة.. وإذ ما حاولنا تحليل النتائج حسب جنس المستجوبين فإننا ننتهي إلى أن في باب الإقبال على المطالعة تفوق نسبة الإناث الذكور ب6 بالمائة ذلك أن 15 بالمائة من الرجال صرحوا بأنهم طالعوا كتابا (بخلاف القرآن الكريم) في الإثني عشر شهرا الأخيرة في حين أن نسبة النساء اللواتي أجبن بنعم أي أنهن طالعن كتابا في نفس الفترة وصلت إلى 21 بالمائة... أما تحليل النتائج حسب الشرائح العمرية فإنها تؤكد أن أفضل شريحة عمرية على مستوى الإقبال على مطالعة الكتب هي شريحة الشباب التي تتراوح أعمارهم فيما بين 18 و25 سنة بنسبة 28 بالمائة. يلي ذلك الفئة العمرية بين 26 و34 سنة بنسبة 18 بالمائة ثم الفئة العمرية في ما بين 56 و65 سنة بنسبة 13 بالمائة ثم الفئة العمرية 65 فما فوق بنسبة 12 بالمائة فالفئة العمرية في ما بين 35 و45 عاما بنسبة 10 بالمائة. وتعتبر الشريحة العمرية بين 46 و55 عاما الأقل إقبالا على المطالعة ذلك أن نسبة 8 بالمائة فقط من بينهم أجابوا بأنهم طالعوا كتابا في الإثني عشر شهرا الأخيرة. ولعله تجدر الإشارة إلى أن نتائج استطلاعات الرأي هذه تصدر في وقت تنتظم فيه في تونس الدورة ال32 لمعرض تونس الدولي للكتاب وهو ما يجعلنا وإن كنا نتصور وعلى ضوء درجة الإقبال على المعرض التي تكون عادة مهمة أن تتغير المعطيات بشكل طفيف إلا أن المؤكد أن هناك خللا ما في العلاقة بين التونسي والكتاب تؤكده الأرقام التي انتهت إليها مؤسسة «إمرود» في استطلاعها الأخير حول التونسي ومطالعة الكتب. هي علاقة تجعلنا لا نراهن كثيرا على نجاح السياسات الثقافية في تونس مادامت لا تضع في اعتبارها ضرورة جعل الكتاب طبقا أساسيا ضمن عادات التونسي الاستهلاكية ودون تحسيس التونسي بضرورة أو بحاجته الملحة وحتى الحياتية لجعل الكتاب عنصرا أساسيا من عناصر غذائه الروحي. ح س جريدة الصباح بتاريخ 20 مارس 2016