تنظم مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات حلقة جديدة من سمينارات الذاكرة الوطنية والزمن الحاضر حول التعذيب الرمزي بالجامعة التونسية مع د. أبو يعرب المرزوقي ، وذلك يوم السبت 30 جوان 2012 ابتداء من الساعة 9.15 صباحا. ويقول الدكتور عبد الجليل التميمي أنّ ما سمي بالتعذيب الجامعي الرمزي نوعان شكلي مضموني، وتعلق الأول بالمساس بالحقوق واعتماد التعدي على القانون وهذا بسبب الجمع بين السلطة العلمية التي ينتحلها البعض والسلطة السياسية المستمدة من شرعية الانتساب إلى الحزب الحاكم والتي أتاحت لبعض المسيرين اختراق القانون بل والعبث به على مرأى ومسمع من الجميع.
أما الصنف الثاني من التعذيب والذي أطلق عليه التعذيب المضموني فقد تميز بتوظيف الجامعة ليس من أجل مهمتها العلمية وإنما بتغيير مسارها إلى سلطة ايديولوجية مكنتها من الهيمنة على المجتمع الجامعي والجامعيين وفرض الرؤى والقيم الحديثة التي آمنوا بها على الآخرين, وهذا انطلاقا من الإيمان المطلق والغير المحدود بأنها تحمل دون غيرها رسالة حضارية وحداثية, وعلى الآخرين أن يتلقوا رسالتهم الانفتاحية على العالم دون جدال أو مناقشة.
والجامعي د. أبو يعرب المرزوقي المولود سنة 1947 والمتحصل على دكتوراه دولة في الفلسفة العربية واليونانية سنة 1991, وقد نشر حوالي 50 بحثا بالعربية والفرنسية والأنقليزية وترجم بعضها إلى الألمانية في قضايا الفكر العربي والإنساني, ولديه 30 كتابا بين تأليف وترجمة تناولت عديد الإشكاليات ومنها علم الاجتماع الخلدوني والإيستمولوجيا البديلة ووحدة الفكر بين الديني والفلسفي, والوعي العربي بقضايا الأمة والنخب العربية وعطالة الإبداع إلى آخره, وقد امتهن التدريس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة تونس وكان أستاذا معارا للفلسفة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا خلال أربع سنوات. وهو عضو في الحكومة الحالية بمنصب وزير لدى الوزير الأول مكلف بالثقافة والبحث العلمي.