تنظر الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في القضايا الإرهابية يوم 13 ماي القادم في قضية ذات صبغة ارهابية شملت 44 متهما بينهم 11 موقوفا و32 بحالة سراح والبقية بحالة فرار. القضية تعود أطوارها الى يوم 10 سبتمبر لما باشرت الإدارة الفرعية للتوقي من الإرهاب البحث فيها بعد أن توفرت لديها معلومات مؤكدة تفيد أن احد الأشخاص وهو ليبي الجنسية يدعى عبد السلام موجود بمدينة مدنين وهو من يتولى تسفير الشبان التونسيين الى ليبيا وايصالهم الى معسكرات التدريب بمدينة درنة بطريقة غير شرعية ليتلقوا تدريبات عسكرية ثم يتوجهون بعد ذلك إما الى سوريا ليلتحقوا بالتنظيمات الإرهابية أو العودة الى تونس لتنفيذ عمليات ارهابية. وبعد التنسيق بين الإدارة الفرعية للتوقي من الإرهاب ومنطقة الحرس الوطني بمدنين تم القبض على ذلك الليبي وبالتحري معه قال إنه قام بتسفير العديد من التونسيين بطريقة غير شرعية الى ليبيا وأوصلهم الى عز الدين الزياني المكنى "أبو الخير" وعماد حمودة المكنى "أبو البراء" وأيمن الغربي وعبد السلام الشريف المكنى بالطويل لإستقبالهم ووضعهم على ذمة معسكرات التدريب، مضيفا أنه منذ اندلاع الثورة في ليبيا أصبح يعمل في مجال تهريب البنزين وبعض المواد الغذائية من تونس وليبيا وقد تعرف على شخص تونسي اخبره أن مؤجره بليبيا يرغب في انتداب عمال حضائر لديه طالبا مساعدته في ايجاد شبان يرغبون في العمل ويكونون من مدينة الحامّة فوافقه على طلبه. كما قال انه نقل 30 شابا تونسيا الى ليبيا بمقابل مادي وتسليمهم الى أشخاص تونسيين يكنون بأبو الخير وابو البراء. وقد كشف أحد المتهمين العائدين من معسكرات التدريب بدرنة والذين شملته القضية أنه تلقى تدريبات عسكرية، بذلك المعسكر، على الرماية وسلاح الكلاشينكوف وكان ينوي السفر الى سوريا ولكنه لم ينجح في ذلك فقرر العودة الى تونس. وبين متهم آخر أنه انضم الى معسكر بمدينة سرت الليبية والذي يشرف عليه شخص تونسي يكنى بالطويل، مشيرا إلى أنه تم تكليفه من قبل الطويل باستقبال الشبان التونسيين بمدينة بن قردان والراغبين في السفر الى ليبيا ومساعدتهم على اجتياز الحدود التونسية الليبية خلسة عبر الصحراء لتلقي تدريبات عسكرية ثم توجيههم الى سوريا أو مالي أو الى تونس للقيام بأعمال ارهابية، وقد مكنه الطويل من 20 شريحة هاتف لإستعمالها في كل عملية تسفير لمجموعة من الشباب السلفي، مضيفا أنه سلم رقم هاتفه الجوال الى متهم آخر سلمه بدوره الى مجموعة من الشبان الراغبين في السفر الى ليبيا واستقبلهم في مدينة بن قردان وقد ساعده المتهم الليبي عبد السلام الجليدي بمقابل مالي كما ساعده ابن عمه نور الدين شواط في دخول المتهم أيمن الغربي الى ليبيا عبر بوابة راس جدير مستغلا في ذلك علاقته ببعض الديوانيين كما ساعد عدد من التابعين لأنصار الشريعة المحظور لإجتياز معبر راس جدير. التخطيط لإدخال أسلحة من ليبيا وكشفت الأبحاث في القضية أنه تم التخطيط لإدخال أسلحة من ليبيا ثم تأمينها بمنزل بسيدي بوزيد في انتظار ساعة الصفر وتنفيذ مخطط التنظيم المرتبط عضويا بالتنظيم الذي اتخذ من ليبيا موطنا له وله امتداد وأهداف بتونس وهي نقل ادارة التوحش من ليبيا الى تونس. كما كشفت الأبحاث ان تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي بليبيا له علاقة وطيدة بعناصر سلفية تنشط ضمن أنصار الشريعة بتونس ويقوم بتوزيع الأدوار على المتهمين فهناك عناصر تشرف على معسكرات التدريب بليبيا وعناصر أخرى تتكفل بتجنيد الشباب التابعين لأنصار الشريعة المحظور بتونس واستقبالهم بمدينة بن قردان والتنسيق مع عبد السلام الجليدي الليبي الجنسية والذي يعمل مهربا ليساعد أولائك الشباب على السفر الى ليبيا.