تعيش معتمدية ملولش من ولاية المهدية هذه الأيام على وقع فاجعة هزت متساكني هذه الربوع بعد انتشار خبر غرق مركب صيد قبالة السواحل الإيطالية يعمل على متنه اثنان من أبناء الجهة وهما شيخ في الستين من عمره وابنه البالغ من العمر 25 سنة إضافة إلى صاحب المركب وهو إيطالي الجنسية، وبقاء مصير البحَّارة الثلاثة مجهولا إلى اليوم في ظل عدم العثور عليهم أحياء أو أموات، ليبقى الغموض سيد الموقف وتظل المأساة "حاطة" رحالها بملولش ويظل معهما الوجع والألم يخيم على المدينة. فالبحاران خليفة ساسي وابنه سيف الدين العاملان بإيطاليا منذ سنوات وتحديدا في قطاع الصيد البحري والمقيمان بمدينة إركولانو(Ercolano) انطلق يوم 19أفريل الفارط في رحلة بحرية جديدة)سرحة بلغة البحارة) انطلاقا من ميناء الصيد البحريب"قايتا"(Gaeta) على متن مركب الصيد "لا روزينالا" رفقة صاحبه الايطالي "الرايس" جوليو اوليفييرو(44 سنة) وأبحروا نحو الأعماق، ولكن بعد ساعات انقطعت أخبارهم وفقدت الاتصالات بهم وظل مصيرهم غامضا. الحطام في الأعماق بإعلام السلطات الأمنية والقضائية الإيطالية بالموضوع انطلقت عمليات البحث والتفتيش بواسطة مروحية وخافرة- وفق ما نشرته بعض وسائل الإعلام الإيطالية على مواقعها على الأنترنات-، إلى أن تم أخيرا الاشتباه في وجود حطام المركب غارقا في عمق يقارب 62 مترا وتحديدا قبالة سواحل «بايا دوميزيا» على بعد نحو 8,6 أميال بحرية من ميناء الصيد البحري ب"قايتا"، وهو ما يقلل من فرص العثور على البحَّارة أحياء-وفق بعض التقارير الإعلامية نقلا عن مسؤولين أمنيين-. صعوبات لوجستية ونظرًا للصعوبات اللوجستية التي واجهها الأعوان في انتشال المركب فقد تم نهاية الأسبوع الفارط -وفق وسائل إعلام إيطالية- إنزال روبوت" مزوّد بكاميرا إلى محيط المركب الغارق لمعرفة إن كانت جثث البحَّارة موجودة داخل المركب او لا، ثم توقفت إثر ذلك- عمليات التفتيش، لفسح المجال للسلطات البحرية قصد تجهيز سفينة بفريق خاص من الغواصين للتمكن من النزول إلى عمق 62 مترا والغوص داخل حطام المركب وهذا لن يكون قبل تاريخ 15 ماي الجاري. صمت تونسي وتأتي هذه التطورات فيما لم تحرك السلطات التونسية إلى اليوم أي ساكن وفق عدد من متساكني ملولش لحث السلطات الإيطالية على تسريع عمليات البحث والتفتيش لكشف مصير البحارين التونسيين وإعادتهما إلى تونس ما دفع عددا من شباب الجهة أخيرا إلى إطلاق حملة على شبكة التواصل الاجتماعي»فايس بوك» تحت عنوان»وينهم أولادنا» طالبوا من خلالها السلطات التونسية التي قالوا إنها»لم تقم بأي إجراء من أجل التسريع في عمليات البحث» بالتحرك السريع ومتابعة القضية عن قرب وجع وغضب إلى ذلك قالت روزا امبيراتو زوجة صاحب المركب الايطالي في تصريح إعلامي لصحيفة«الصباح» الإيطالية انها مرت من حالة الحزن والوجع إلى حالة الغضب بسبب تباطؤ السلطات الإيطالية في العثور على البحَّارة الثلاثة وأضافت:"أضاعوا المزيد من الوقت لإعادة جثث أحبائنا إلينا.. وسنقوم بالتعبئة في هذا الاتجاه لكشف مصير زوجي ورفيقيه وانتشال جثثهم»،واستدركت بالقول:"أريد زوجي حيّا أو ميتا". صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 06 ماي 2016