علمت "الصباح" أن المصالح الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب بولاية نابل ومختلف قوات الأمن الداخلي بالجهة تعمل منذ أيام وسط حالة استنفار قصوى بعد توفر معلومات استخباراتية مؤكدة حول اختفاء عدد من العناصر المعروفة بتشددها الديني وتبنيها للفكر السلفي التكفيري ومبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي عن الأنظار في ظروف غامضة. وحسب المعطيات التي تحصلنا عليها من مصادر أمنية مطلعة فان عملية اختفاء هذه العناصر تمت على أربع مراحل، الأولى اختفى فيها أربعة تكفيريين والثانية تكفيري واحد والثالثة خمسة تكفيريين ليبلغ عدد العناصر المشبوهة خلال الأسبوعين الأخيرين العشرة كلهم في العقدين الثالث والرابع ومعروفون لدى المصالح الأمنية بكل من دار شعبان الفهري ونابل والحمامات بتشددهم الديني وتكفيرهم لمدنية الدولة وتبنيهم لأفكار التنظيمات الإرهابية. وأكدت مصادرنا أن بعض المعلومات المتوفرة تتحدث عن إمكانية تسلل هذه العناصر أو عدد منها إلى الجبال أو إلى بؤر التوتر ووصول واحد على الأقل إلى مدينة حلب، ولكن المصالح الأمنية المختصة شككت في الفرضية الأولى وقامت بالتنسيق مع وحدات من الجيش الوطني خلال الأسبوع الجاري بتمشيط جبل الحمامات فيما استبعدت الفرضية الثانية ما دفعها إلى الاستنفار لكشف ملابسات هذا الاختفاء الجماعي لعدد من التكفيريين بالتنسيق مع بقية وحدات الأمن الداخلي بالجهة وبقية الجهات المجاورة تحسبا لوجود أي مخطط إرهابي وإحباطه في المهد خاصة مع توفر معلومات استعلاماتية مؤكدة حول وجود علاقة بين إرهابي أو أكثر متواجد بسوريا مع هذه العناصر. وفي هذا الإطار علمنا أن الأعوان وإثر تكثيف العمل الاستخباراتي تمكنوا من الكشف عن مكان اختفاء أحد هذه العناصر ولذلك تم التنسيق الجيد بين مختلف الوحدات المختصة طيلة أيام إلى أن تم تحديد مكان اختفاء هذا العنصر، ثم التأكد من وجود مجموعة من العناصر الإرهابية الخطيرة معه قبل أن تنفذ العملية الاستباقية بالمنيهلة وتنتهي بالقضاء على عنصرين والقبض على 16 آخرين ليتبين-وفق مصادرنا- وجود جميع المختفين ضمن هذه المجموعة الإرهابية المتحصنة بالمنزل، التي خططت لتنفيذ أعمال إرهابية متزامنة في شهر رمضان القادم بتونس الكبرى بدرحة أولى تستهدف مقرات أمنية وعسكرية ومنشآت حساسة بقيادة الإرهابي الخطير عادل الغندري. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 13 ماي 2016