أماط فجر أمس الخميس أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني اللثام عن الجريمة البشعة التي هزت مدينة الحنشة من ولاية صفاقس قبل نحو ثلاثة أسابيع، حيث ألقوا -اثر عملية أمنية في القيروان وصفت بالنوعية والدقيقة- القبض على أربعة أشخاص بينهم المشتبه به الرئيسي وحجزوا أداة الجريمة فيما تتواصل المجهودات للإيقاع بمشتبه بهما آخرين مازالا متحصنين بالفرار. وكانت مدينة الحنشة اهتزت أواسط شهر ماي الفارط على وقع هذه الجريمة اثر العثور على عامل بمقهى يدعى علي طريح الأرض قرب محل عمه التجاري بوسط المدينة ثم مفارقته الحياة، بعد اقل من يومين بالمستشفى الجامعي بصفاقس متأثرا بالمضاعفات البليغة للإصابات التي لحقت به عندما حاول منع أفرادها من السطو على محل عمه. وحسب المعطيات الأولية فإن الضحية وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره يدعى علي وبينما كان متوجها فجر يوم الأربعاء 18 ماي الفارط إلى المسجد لأداء صلاة الصبح ومنه إلى المقهى التي يعمل بها، فوجئ بعدد من المنحرفين بصدد خلع محل تجاري على ملك عمه والواقع بوسط المدينة فسارع إلى المكان محاولا منعهم، ولكن ردة فعلهم كانت قوية وعنيفة ووحشية إلى ابعد الحدود، إذ استغلوا اختلال ميزان القوى لفائدتهم وانهالوا عليه ضربا ثم شلوا حركته وأصابه احدهم بواسطة"كمّاشة"(كلاّب) في الرأس والعين ولاذوا بالفرار، تاركين إياه طريح الأرض في حالة صحية خطيرة والدماء تنزف من جسمه. عثر لاحقا بعض المواطنين على الشاب علي يحتضر بجانب محل عمه فسارعوا إلى الاتصال بالحماية المدنية وأعوان الأمن ليتم نقله إلى المستشفى الجامعي بصفاقس حيث احتفظ به تحت العناية المركزة في حالة صحية وصفت بالحرجة، ولكن بعد نحو 48 ساعة فارق الحياة متأثرا بمضاعفات الاعتداء الإجرامي، وقد تعهد في البداية أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بصفاقس الشمالية بالبحث في ملابسات الجريمة وتحديد هويات القتلة وإيقافهم، ولكنهم لم يتوصلوا إلى كشف النقاب عن الجريمة التي خلفت احتقانا كبيرا في الحنشة واحتجاجات أمام مقر مركز الأمن الوطني بالجهة ثم إلى مواجهات مع الأمن انتهت بإصابة ثلاثة أمنيين من بينهم ضابط بجروج متفاوتة الخطورة، اصدر حاكم التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بصفاقس إنابة عدلية تعهد بموجبها رجال الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني المعروفين بحرفيتهم وحنكتهم في التعامل مع مثل هذه الجرائم الغامضة وكشف النقاب عنها. باشر المحققون التحريات على عدم وساق وأجروا ماراطونا من الأبحاث الميدانية والفنية نجحوا في أعقابها في حصر الشبهة حول شاب أصيل ولاية القيروان، فراقبوا تحركاته في كنف السرية لتحديد هويات شركائه في الجريمة، وفعلا تمكنوا من تحديد هويات عدد منهم ليقوموا في حدود الساعة الثالثة من فجر أمس الخميس بسلسلة من المداهمات بإذن من النيابة العمومية ألقوا في أعقابها القبض على اربعة مشتبه بهم بينهم المظنون فيه الرئيسي وهو شاب من مواليد سنة 1992 وحجزوا أداة الجريمة. وباقتيادهم إلى المقر الأمني بثكنة القرجاني اعترف اثنان منهم الأول من مواليد سنة 1985 والثاني من مواليد سنة 1994 بمشاركتهما في الجريمة فيها اعترف الثالث بمسؤوليته المباشرة عن مقتل الشاب علي بإصابته بواسطة"الكماشة"، وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بهم على ذمة الأبحاث المتواصلة في هذه الجريمة التي هزت ولاية صفاقس لبشاعتها ونجح بعد مجهودات كبيرة رجال الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني من كشف النقاب عنها. صابر المكشر