دخلت والدة يمنى الهريشي الطفلة المريضة بالتليف الكبدي والتي تقيم بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس في انتظار موافقة السلطات المعنية بالقيام بعملية زرع كبد، في إضراب عن الطعام، وفق ما أكّده لنا والد المريضة. وقال في تصريح ل"الصباح نيوز" ان زوجته دخلت في إضراب جوع أمام صمت وزارة الصحة وعدم سرعتها في إيجاد حل لهذه الوضعية خاصة وأن الحالة الصحية ليمنى في تدهور من يوم إلى آخر. هذا وكانت "الصباح نيوز" نشرت في مقال سابق تفاصيل حول مرض يمنى وما تعانيه من أوجاع. كما اتصلت "الصباح نيوز" بمصدر مسؤول بوزارة الصحة لأكثر من مرة والذي أكّد أنّ اللجنة المكلفة بملفات زرع الاعضاء اجتمعت هذا الاسبوع وقررت إعادة الملف للصندوق الوطني للتأمين على المرض للحصول على موقف خبير مختص في "الكنام" . ولكن ما يطرح تساؤلا هنا لماذا أعادت الوزارة الملف ل"الكنام" بعد أن قدمت الأخيرة موقفها والذي يتمثل في قبول ملف يمنى. علما وأنّ والد الطفلة يمنى هو من سيقوم بمنح ابنته جزء من كبده للقيام بعملية الزرع. والد الطفلة كذلك عبّر عن تذمّره من تصرفات "نواب" ومسؤولين بالمجتمع المدني بجهة قفصة، والذين لم يمدوا له يد المساعدة سوى ب"الكلام"، وفق قوله. كما قال انه وان كان مدير عام الصحة يردّ على مكالمته إلا أنها كانت في العموم ولا حلول أقرت رغم موافقة "الكنام" على الملف منذ أكثر من 4 أشهر، مستنكرا بذلك "مماطلة" وزارة الصحة في معالجة الملف، قائلا: "يمكن أن أفقد ابنتي في كل وقت ولا مُجيب" . ومن جهة أخرى، أشار إلى أنّ جمعية تهتم بزرع الاعضاء من فرنسا اتصلت به الا انّ الطبيبة المباشرة ليمنى رفضت مده بتقرير حول الوضع الصحي ليمنى. يمنى هي ابنة لرجل يشتغل عامل يومي وأمّ تشتغل في الحضائر، لم يجد لها والدها أيّ حلّ فظروفه المادية لا تسمح بأن يداوي ابنته في القطاع الخاص أو بالخارج، وهو يسعى إلى مداواتها اعتمادا على القطاع العام الذي لا يوفر تقنيات علاج لمثل هذه الحالات الخاصة مما يستوجب نقلها إلى الخارج، حيث أن التكفل بمصاريف العلاج يتطلب المرور بعدة جهات للتأشير على ملفها وهو ما يستغرق وقتا طويلا قد يكون متأخرا لإنقاذ حياة هذه الطفلة وغيرها من الأطفال قبل فوات الأوان.