تعمل الجزائر جاهدة من اجل الوصول إلى توافقات بين الأطراف الليبية بعد إقرار مشروع المصالحة الوطنية، في خطوة وصفها المراقبون ب الجريئة ، لكن هاجسها يبقى في استمرار تدخل دول أخرى بثقلها السياسي والعسكري في الشأن الداخلي الليبي بما يعكر صفو نجاح اي مساع للمصالحة. وطلبت الجزائر لدى زيارة المبعوث الاممي مارتن كوبلر، بالضغط على الدول المعرقلة لمفاوضات السلام في ليبيا، في إشارة الى قطروفرنسا وتركيا والولايات المتحدة والامارات العربية المتحدة، حيث تنظر الجزائر إلى فرنسا كأحد أكثر الأطراف الدولية المؤثرة في الصراع الليبي، بل وتحملها مسؤولية عدم الاستقرار الذي تعيشه ليبيا، وما تبعه من تهديدات لدول الجوار، وهو الأمر الذي لا يزال يزعج الجزائر، خاصة بعد تمادي فرنسا باستمرارها في التدخل بالشأن الليبي من خلال ارسال وحدات عسكرية لمهمات وصفتها بالخاصة والسرية، والتي أكدتها باريس مؤخرا. وأدى هذا الوضع الى ظهور أزمة خفية بين الجزائروفرنسا، حيث ذكرت صحيفة موند أفريك الفرنسية في عددها الاخير، أن فرنسا لم تعد صديقا يعتز به في الجزائر، كما كان الحال لسنوات، وتابعت في تقريرها المستند إلى دوائر ديبلوماسية، أنه منذ سنة تقريبا، استولى استياء حقيقي لدى عدد من كبار المسؤولين الجزائريين ضد الفرنسيين، بسبب دعم باريس من أسماهم التقرير ب مثيري الشغب والعنف في ليبيا . نائب السراج في الجزائر وتكشف زيارة نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية أحمد معيتيق للجزائر عشية عيد الاضحى المبارك، ولقاءه بكبار مسؤولي الدولة، المعركة السرية والازمة الخفية بين الجزائروفرنسا، حيث ذكر بيان مشترك صادر عقب لقاء معيتيق بالوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، أن هناك ديناميكية جديدة بصدد الإطلاق لتعجيل مسار التسوية في ليبيا. وعلمت الصباح من مصادر مسؤولة، ان الامر يتعلق بمساع للاتصال بإطارات النظام الليبي السابق، و تابع المصدر ان الجزائر فتحت قنوات اتصال مع عدد من المسؤولين الليبيين من النظام السابق، لضمان أداء دور إيجابي في مسار المصالحة الليبية الليبية، تحضيرا لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية قريبا في الجزائر. وفي تصريح عقب المحادثات التي جمعته بالمسؤولين الجزائريين، أكد معيتيق أن اللقاءات كانت موفقة، مشيدا بدور الجزائر ومواقفها الداعمة للوفاق والتوافق الليبي، وبدور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في هذا المسعى، موضحا أن هذا الموقف الجزائري ترجم فعلا في الاجتماع الأخير للجامعة العربية، مذكرا بأن الجزائر سبق أن كان لها نفس الموقف في الإتحاد الإفريقي. وأوضح أن التوافق هو أفضل طريق لحلحلة كل المواضيع القائمة. مؤتمر للمصالحة في أكتوبر بالجزائر وفي ذات السياق، كشفت مصادر جزائرية عن احتضان الجزائر منتصف شهر أكتوبر القادم، مؤتمرا للمصالحة الليبية بمشاركة عديد الاطراف الليبية من مختلف المستويات، و دول وهيئات ومنظمات دولية وإقليمية لها صلة بملف تسوية الازمة في ليبيا. وبحسب ما نقلته مصادر الصباح ، فإن زيارة نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية أحمد معيتيق الى الجزائر، يدخل ضمن سياق تحضيرات الجزائر لهذا المؤتمر بمشاركة الحكومة الوطنية وفعاليات المجتمع الليبي من غير دعاة العنف، بهدف إطلاق ديناميكية سياسية جديدة لتفعيل تسوية الأزمة التي تعاني منها ليبيا منذ سقوط نظام العقيد امعمر القذافي في 2012. وأضافت ذات المصادر ان الجزائر أحرزت تقدما فيما يتعلق بمسألة الحوار الوطني الليبي والمصالحة الوطنية، سواء مع دول جوار ليبيا أو أطراف دولية، حيث من المقرر أن تبادر الجزائر بعقد اجتماع دولي حول أزمة ليبيا، على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري. جريدة الصباح