"بناء استراتيجية عمل مشتركة بين المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة ووسائل الاعلام وتسليط الضوء على أهم أهداف مشروع بناء قيادة"، كانت من أبرز محاور الندوة الصحفية التي عقدتها المنظمة صباح اليوم الثلاثاء بالعاصمة. وبينت بوراوية العقربي الكاتبة العامة للمنظمة بالمناسبة ان التناول الاعلامي لقضايا الاشخاص ذوي الاعاقة لازال يستند الى مقاربة خيرية او طبية بحتة، وهي عادة ما تقدمهم على انهم اشخاص ضعفاء يعتمدون على الاخرين ويثيرون الشفقة حسب تقديرها، معتبرة ان نقل هذه الصور النمطية يؤدي الى تعزيز عدم المساواة والى التأثير السلبي على نظرة أفراد المجتمع للاعاقة وعلى تصرفاتهم تجاه هؤلاء المواطنين. وأكدت سعي المنظمة إلى تغيير هذا التناول الاعلامي لقضايا الاشخاص ذوي الاعاقة حتى يكون بطريقة إيجابية وشاملة تعزز حقوقهم، مقترحة في هذا الصدد تنظيم دورات تدريبية بصفة منتظمة لفائدة الاعلاميين لمساعدتهم على تنمية معارفهم حول مختلف انواع الاعاقات وحول المقاربات المتعلقة بالاعاقة والمصطلحات الصحيحة والقوانين الوطنية والدولية المتعلقة بهذا المجال. ومن جهته، لفت انور الهاني منسق "مشروع بناء قيادة" الى ان هذا المشروع الممول من قبل مبادرة الشراكة الشرق أوسطية يعمل على مساندة الاشخاص ذوي الاعاقة وتقوية قدراتهم في جميع المجالات من خلال تكوين قيادات محلية وجهوية ووطنية وخلق جسور تواصل مع مكونات المجتمع المدني وأصحاب القرار والاحزاب وكل الاطراف التي لها علاقة بالنهوض بالاشخاص ذوي الاعاقة كما انه يهدف الى دعم لا مركزية أنشطة تعزيز حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة من خلال انشاء مكاتب في أربع ولايات هي القصرين والكاف ومدنين وسيدي بوزيد. وأشار في هذا الصدد الى أهمية دور وسائل الاعلام والاعلاميين في ترسيخ حقوق الانسان عموما والاشخاص ذوي الاعاقة بصفة خاصة من خلال المساهمة في تشكيل فكر المجتمع والرصد والمتابعة الى جانب الضغط والتأثير على أصحاب القرار ونشر وترويج السياسات العامة التي تتيح النهوض بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة.(وات)