علمت "الصباح" أن وحدة أمنية مختصة تابعة لإدارة إقليم الأمن الوطني ببن عروس التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني ألقت القبض في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس القبض على زوجة القيادي بما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور محمد الخياري الموقوف بسجن المرناقية على ذمة قضيتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وذلك في أعقاب مداهمة أمنية بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس. أوراق القضية تفيد بان قوات الأمن وفي إطار التوقي من المخاطر الإرهابية والتصدي للمخططات الداعشية توفرت لديها معلومات مؤكدة اثر عملية استخباراتية نوعية مفادها الاشتباه في اندماج فتاة أو امرأة منقبة قاطنة بولاية بن عروس في أنشطة مشبوهة، ونظرا لخطورة الموضوع فقد أولاه الأعوان العناية اللازمة، وقاموا بمراقبة تحركات المشتبه بها في سرية تامة حتى تأكدوا من أنها "زوجة" الإرهابي الخطير محمد الخياري الذي القي القبض عليه يوم 23 أوت 2013 أي يوم عقد قرانهما. من هو محمد الخياري؟ الإرهابي محمد الخياري المكنى ب"أوس"، كان اعترف لدى قاضي التحقيق في تونس، بأنه ينتمي إلى الجناح الأمني السري لما يعرف بتنظيم "أنصار الشريعة" المحظور، كلف برصد ومراقبة بعض الشخصيات السياسية والإعلامية، وأكد أنه كلف بمهمة جمع المعلومات حول شخصيات سياسية بارزة في تونس قصد تصفيتهم جسديا. حيث باشر مهمته برصد تحركات كل من الإعلامي سفيان بن فرحات والأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي وقد تمكّن من تحديد مكان إقامتهما. وأشار إلى، أنه واكب اعتصام الرحيل أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي، وتولى مهمّة تدوين أرقام سيارات شخصيات سياسية موجودة بالاعتصام ورصد الوجوه السياسية التي كانت حاضرة إضافة إلى مواكبة عدة اجتماعات وملتقيات تمّ عقدها بالعاصمة صحبة عدد من الأفراد، وأن هناك شخصيات أخرى كانت مستهدفة، من بينها محسن مرزوق وسعيدة قراش ووداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. وأضاف في اعترافاته أن الجناح الأمني السري لما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور كان يسعى لاستقطاب عناصر شبابية، نقية السوابق العدلية، وكذلك المثقفين لاستغلالهم في عمليات الرصد. المداهمة والإيقاف نظرا لخطورة المعلومات الواردة بخصوص المرأة المنقبة داهم الأعوان في ساعة متأخرة من ليلة الخميس منزل المشتبه بها حيث القوا القبض عليها وحجزوا حاسوبا وهاتفا محمولا ومجموعة من الوثائق المشبوهة والمناديل التي تتضمن كتابات غريبة وغير مفهومة، وبانطلاق الأبحاث تبين أن المشتبه بها كانت تتواصل مع زوجها المودع بالسجن بواسطة رسائل مشفرة تتضمن أرقاما وكل رقم أو رقمين يرمزان إلى حرف من اللغة الأبجدية. ووفق مصدر امني مطلع فان الإرهابي محمد الخياري كان يكتب رسائل مشفرة على مناديل ورقية ويخفيها في ملابسه التي تتسلمها زوجته عند زيارته ثم تقوم بدورها بنفس العملية، وظلا يتواصلان على هذه الشاكلة لفترة طويلة نسبيا. الخياري في إحدى رسائله المشفرة إلى زوجته طلب منها أن تستخير الله قبل أن تأتيه ب«المنشفة» أما الزوجة فقد حررت وصيتها وطالبت زوجها فيها أن يثبت على دينه وان لا يتزوج أحدا غيرها، وأمام هذه الرسائل المشفرة التي وصفت بالخطيرة تضاعفت شكوك الأعوان وقاموا -بالتنسيق التام مع النيابة العمومية- بتفتيش المنزل الذي تقطن به المشتبه بها فعثروا على كفن، وهو ما يطرح أكثر من سؤال إذا ما تم الربط بين المعطيات الواردة حول ما يمكن أن تكون زوجة الإرهابي محمد الخياري بصدد الإعداد له، وان كانت تخطط لعمل مشبوه أم مجرد صدف جمعت بين الرسائل المشفرة والوصية لزوجها والكفن؟ هذا ما ستكشف عنه الأبحاث الأمنية المتواصلة إلى حد كتابة هذه الأسطر. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 04 نوفمبر 2016