على امتداد السنوات الأخيرة استطاعت التنظيمات الإرهابية أن تستغل الشبكات العنكبوتية وتطوعها لخدمتها من تجنيد ونشر أفكارها المتطرفة واستقطاب شبان وشابات حتى ان مواقع التواصل الإجتماعي باتت "مصيدتها" الأولى في نشر أفكارها "وإنجازاتها" وحتى التخطيط والتخاطب بين عناصرها باستعمال كلمات مشفرة. وتعتبر خلية "حفيدات عقبة" من بين العديد من الخلايا الارهابية الأخرى التي كشفت عنها النقاب القوات الأمنية المختصة بمتابعة العناصر المتشددة على الشبكة العنكبوتية، هذه الخلية التي ضمت سبع نساء كوّنت حسابات وهمية على تطبيقة "التلغرام" وأصبحن يتواصلن مع بعضهن وتمكنت إحداهن من ربط الصلة مع أحد عناصر تنظيم "داعش" بليبيا يعرف بكنية "أبو ماريا" الذي ربط بدوره الصلة مع داعشي تونسي يقاتل بصفوف التنظيم بسوريا ويكنى ب" أبو البراء" وتوطدت علاقتها به واقترح عليها القيام بأعمال إرهابية بمساعدة إرهابيات تونسيات وتقويض مؤسسات الدولة وتحويل البلاد الى ساحة حرب وتناحر بين مختلف الأطياف التونسية حتى يتسنى لذلك التنظيم الإرهابي السيطرة على مفاصل الدولة مثلما سيطرت عناصر التنظيم على بعض المناطق في ليبيا وسوريا وليتم تخفيف الضغط على الإرهابيين المتمركزين بالجبال التونسية ليتحركوا بكل حرية .ولتجسيد مخططهم طلب "أبو البراء " من نظيرته" ج ع" اطلاعه على بعض الأهداف الحيوية التي من الممكن استهدافها في تونس والقيام بعمليات تفجيرية أو مواجهات مسلحة، كما طلب منها تكوين خلية تتكون من خمسة أفراد على أقصى تقدير للقيام بعمليات رصد واختيار الأهداف الا أنها أكدت له أنها لا تثق بأي فرد وليس بإمكانها تكوين أية خلية فأخبرها انه يعرف فتاتين باستطاعتهما مساعدتها في عمليات الرصد فاستجابت لطلبه وكلفت الأولى برصد بعض الأهداف ولكنها رفضت بتعلة إرتدائها النقاب أما الثانية فقد استجابت لطلبها وأخبرتها أنها سترصد منزلي عوني حرس يقطنان بالقرب من منزلها بالعاصمة وبأنها ستلتقط صورا لمنزل كل واحد من العونين المذكورين وترسلها اليها لاستهدافهما في مرحلة ثانية وتصفيتهما. "أبو البراء" وعلاقته ب"داعش" سوريا كشفت التحريات في قضية خلية "حفيدات عقبة" أن أبو البراء" مكلف بصفة مباشرة من قيادات تنظيم "داعش" في سوريا بالقيام بأعمال ارهابية نوعية داخل التراب التونسي تحضيرا لفتح البلاد التونسية من طرفهم .وفعلا تمكنت "ج ع" من التواصل معه وقد طلب منها القيام بأعمال ارهابية داخل التراب التونسي فعبرت له عن استعدادها للقيام بعمليات رصد الأهداف التي يحددها لها، ولتثبت له أنها توافقه الرأي رصدت هدفين وهما عوني أمن لإغتيالهما والتقطت صور ا لمنزليهما ثم أرسلتها فطلب منها صرف نظرها عن ذلك لأنه يريد اغتيال قيادات وإطارات أمنية كبيرة وليس أعوان أمن عاديين فوعدته برصد أهداف أخرى بمدينة نابل خاصة وأنها تقيم بتلك المدينة بينها استهداف وزير الداخلية الهادي مجدوب الذي يتردد على منزل والديه بنابل، وبالفعل اتصلت بإحدى نظيراتها من "حفيدات عقبة" والتي تعمل معينة منزلية بمنزل رجل أعمال محاذ لمنزل والدي الوزير لتنفيذ مهمة الرصد فاستجابت لطلبها وأمدتها بتحركات الوزير ومعطيات عن موكب حراسته ومواعيد حلوله بمنزل والديه. وبعد أن جمعت معطيات حول وزير الداخلية أرسلتها " ج ع" ل"أبو البراء" عبر تطبيقة "التلغرام" وقد رحب بالفكرة على أن يكون ملفا يتعلق بمخطط استهداف الوزير وسيرسله الى قيادات تنظيم "داعش" بسوريا للحصول على موافقتهم ثم المضي في عملية التنفيذ وتلقي المعدات اللازمة لتلك العملية. لم يكن استهداف وزير الداخلية الهادي مجدوب الهدف الوحيد ل"حفيدات عقبة" ومن ورائهن تنظيم "داعش" بسوريا بل كانت هنالك أهداف أخرى حيث كشفت أوراق القضية ان احدى "حفيدات عقبة" تعهدت بصنع متفجرات وعبوات ناسفة لاستعمالها في استهداف الدوريات الأمنية بمختلف أنحاء الجمهورية وذلك بإلصاقها بالسيارات الأمنية كما جمعت معطيات عن رئيس فرقة مقاومة الإرهاب للأمن الوطني بسوسة ثم اتصلت ب"أبو البراء" وأخبرته عن الهدف فرحب بالفكرة وطلب منها مواصلة عملية الرصد. كما خططت الخلية المذكور وبتعليمات من "أبو البراء" بالقيام بعمليات ارهابية بتونس بواسطة أحزمة ناسفة.