أقدم اليوم الاربعاء عدد من فلاحي مدينتي بني خلاد ومنزل بوزلفة من ولاية نابل على إلقاء البرتقال في الطريق العام وفي شاحنات مخصصة لجمع الفضلات. ويأتي ذلك في خطوة احتجاجية على أسعار بيع القوارص التي تشهد انخفاضا هاما مقارنة بأسعار البيع في المساحات التجارية الكبرى والأسواق أمام توقع تسجيل "صابة" مرتفعة مقارنة بالسنوات الماضية. أوضاع أجبرت الفلاح على الخروج والاحتجاج بعد صمت طويل في انتظار تحرك سلط الإشراف. فالقوارص بالجهة ومنذ 3 أيام تقريبا أصبح مكانها سلة المهملات في حين أنّ البعض من المواطنين يعجزون عن شراء هذا النوع من الغلال لغلاء اسعار بيعها في الأسواق. صيحة فزع أطلقها فلاحو الجهة لعلّ سلط الإشراف تعطي الأمر أولوية، فمن المضحكات المبكيات أن تجد أكبر كأس برتقال موجود في بني خلاد، كأس "فارغ"، بينما ما سيملأ هذا الكأس ملقى أرضا. اتحاد الفلاحة يساند وفي هذا السياق، قال رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل عماد الباي ان أسعار بيع القوارص من ذلك "الكليمونتين" وصلت إلى 250 مليم من المنتج (الفلاح) في حين أن سعر بيع البرتقال في الأسواق والمساحات الكبرى أي بالتفصيل ناهزت ال 2500 مليم. وقال: "منذ سنوات دعونا للبحث عن أسواق جديدة خارجية لتصدير القوارص أو إحداث وحدات للتحويل تجنبا للوقوع في مثل هذه المشاكل على اعتبار ان السوق التونسية غير قادرة على استيعاب الكميات الكبيرة للقوارص والمقدرة هذه السنة بحوالي 600 وأشار إلى أنّ هذا الاحتجاج الأوّل من نوعه بالجهة على اعتبار أنهم اليوم "مضامون". وأشار إلى أن الاتحاد يعمل من أجل الحيلولة دون تواصل هذا الوضع. والي نابل يتدخل ومن جهته، قال والي نابل منور الورتاني ل"الصباح نيوز" أنه ولأوّل مرة منذ حوالي 19 سنة يتم تسجيل هذا الكم الهائل من القوارص بولاية نابل ليبلغ حوالي 480 ألف طن، مؤكّدا أن الأسواق الوطنية لم تعد قادرة على استيعاب هذه الكميات. كما قال انه سيعقد جلسة مساء اليوم الاربعاء في حدود الساعة الخامسة بمقر الولاية بحضور ممثلين عن اتحاد الفلاحة ووفد عن الفلاحين المحتجين لبحث الحلول الممكنة، مشيرا إلى أنه راسل كل من وزارتي الفلاحة والتجارة في الغرض من أجل التدخل السريع. وأعلن الورتاني انه سيتم فتح فضاء معرض نابل طيلة شهر لعرض وتسويق القوارص، على أن يتم البحث عن فضاءات أخرى بهدف استغلالها للتعريف بالسلع وعرضها وذلك حسب الإمكانيات المتوفرة.