أكّد قيادي بحركة مشروع تونس ل"الصباح الأسبوعي" أنّ كلاّ من محسن مرزوق الأمين العام للحركة وعددا من قيادييها سيتحوّلون قريبا إلى سوريا لتهنئة النظام السوري على إثر تحرير مدينة حلب من "الدواعش". وقال ذات المصدر إنّ هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات الحركة تحسين الصورة السلبية التي ترسّخت في الأذهان حول التونسيين وحول المواقف السياسية من الصراع والحرب القائمين في سوريا حيث أكّد محدّثنا أنّ محسن مرزوق سيعتذر باسم الشعب التونسي لبشار الأسد بسبب هذه الخلافات. في ذات السياق أوضح محدثنا أن عددا من قياديي حركة مشروع تونس سيُرافقون الأمين العام في مهمّته دون أن يذكر أسماءهم كما أنّ الاتصالات والتحضيرات جارية على قدم وساق للتنسيق بين الأطراف المعنية لترتيب إجراءات السفر ومختلف اللقاءات بسوريا. تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتوّجه فيها تونسيون إلى سوريا منذ اندلاع الحرب بها فقد أدّى وفد جمعياتي وإعلامي زيارة إلى سوريا سنة 2015 للاطلاع على وضع الجالية التونسية ولمقابلة السجناء التونسيين خاصة الذين تم الإفراج عنهم سنة 2013 وظلوا عالقين في السجون السورية، كما يذكر أن وفدا آخر من مكونات المجتمع المدني قام أيضا بزيارة إلى سوريا خلال سنة 2013. سياسيون أيضا توجّهوا إلى سوريا والتقوا بقياديين من النظام السوري والرئيس السوري بشار الأسد من ذلك قياديون من التيار الشعبي وعلى رأسهم زهير حمدي الذي أكّد في عدة مناسبات على ضرورة استعادة العلاقات التونسية السورية والعمل على وضع إستراتيجية عربية لمواجهة الإرهاب وتبني رؤية واضحة لمعالجة الظاهرة. وقد ظلّ الجدل واسعا إلى يومنا هذا حول العلاقات التونسية السورية وتواصل النقاش بين مؤيدين لاستعادة العلاقات وبين رافضين لهذا الطرح، فقد اعتبر الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية مؤخرا على هامش مؤتمر الاستثمار تونس 2020 في برنامج "غلوبال كونفرسايشن" عبر قناة "أورونيوز" الدولية بخصوص إعادة تونس علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا أن «تونس تتفاعل ضمن الوفاق العربي وضمن الإجماع العربي» مشيرا إلى أن «تونس ترأس الآن مجلس الوزراء العرب وأنها ستتخذ من خلال هذا المجلس القرارات التي توافق عليها المجموعة العربية". وأضاف القضية السورية أخذت بعدا دوليا وشهدت تدخُّل قوى عظمى سواء كانت روسيا أو الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول وهذا أمر يؤخذ بعين الاعتبار ويجعل القضية خارجة عن القرار العربي أو حتى القرار السوري". إيمان عبد اللطيف جريدة الصباح الاسبوعي بتاريخ 26 ديسمبر 2016