عبّر عدد من متساكني حي الناظور وكذلك بئر الغرايبة بمنطقة بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس في اتصال ب"الصباح نيوز" عن تذمّرهم من الوضع البيئي المتردي ما تسبب في إصابة عدد من أبنائهم بالالتهاب الكبدي الفيروسي المعروف ب"البوصفير". وفي هذا السياق، اتصلت "الصباح نيوز" بمدير مدرسة حي الناظور محمد زروق، الذي أكّد أن الوضع البيئي متردّ للغاية، موضحا أن هنالك مصب فضلات لكامل متساكني الحي بجانب سور المدرسة، حيث يتولى بعض المتساكنين حرق تلك الفضلات كلما انبعثت عنها رائحة كريهة تمتد إلى كافة أرجاء المدرسة. وقال محمد زروق ان 3 تلاميذ من مجموع 115 ثبتت إصابتهم ب"البوصفير" وقد تم علاجهم وباشروا مؤخرا دراستهم، مشيرا إلى أنه وبالرغم من توجيهه لعدد من المراسلات إلى إدارة الطب المدرسي بمستشفى بئر علي إلا أن الفريق الصحي لم يتدخل سوى مرة واحدة حيث عاين تلاميذ 3 أقسام من مجموع 6 وهو ما يطرح فرضية وجود إصابات أخرى في صفوف التلاميذ. كما أضاف محمد زروق انه اتصل بمعتمد بئر علي عديد المرات إلا أنه لم يحرّك ساكنا، وفق قوله. وفي نفس السياق، أشار إلى أنه راسل الإدارة الجهوية للتربية بصفاقس بهدف التدخل وتجنب وقوع الكارثة إلا أنها لم تتحرّك. ووجه مدير المدرسة رسالة إلى سلطة الاشراف وبقية المصالح المعنية مفادها أنه في صورة عدم القضاء على المصب العشوائي للفضلات فإنه سيتم إيقاف الدروس خوفا على صحة التلاميذ، مضيفا: "هذه المهلة الأخيرة". ومن جهة أخرى، أفادت معلمة بالمدرسة الابتدائية بئر الغرايبة مفيدة بن علي "الصباح نيوز" أنّ الوضعية بالمدرسة "أكثر من كارثية" بسبب دورات المياه "الكارثية وغير الصحية" والتي تسببت في إصابة حوالي 30 تلميذا ب"البوصفير" وبينهم تلميذة تدرس بالسنة السادسة ومن المتفوقين، مشيرة إلى أن هذه التلميذة التي تدى مريم حالتها حرجة بعد أن اشتد بها المرض ليتسبب لها في أضرار بالكبد وهي تقيم حاليا في قسم الاطفال بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس. واستنكرت المعلمة تجاهل السلط لوضعية المدرسة وعدم استجابتها لمطالب الأولياء ما دفع هؤلاء لغلق المدرسة اليوم والتمسك بإيقاف الدروس إلى حين الاستجابة لمطالبهم خاصة في ما يهم إعادة صيانة دورات المياه بالمدرسة، مشيرة إلى أنّ مسؤول بالادارة الجهوية للتربية بصفاقس تحول أمس إلى المدرسة وتعهد للأهالي للاستجابة لمطالبهم من ذلك توفير طاقم طبي جهوي لا محلي لإجراء فحوصات على التلاميذ غير أنّ ذلك لم يتم هذا اليوم واقتصر الأمر على توفير طاقم طبي محلي رفضه الأولياء بتعلة أنّ لا ثقة لديهم في هذا الطاقم الذي رفض سابقا اجراء تحاليل لكافة التلاميذ بدون استثناء، وفقا لتصريح المعلمة. وختمت المعلمة بالقول: "هنالك تهميش كلي للمدارس الريفية.. وأمر مؤسف ان يصاب أبناؤنا بأمراض القرون السابقة.. ويا خيبة المسعى ... ".