تشهد منطقة وادي النور بمدينة الحامة من ولاية قابس انتشارا لمرض التهاب الكبد الفيروسي (البوصفير) من نوع "أ" ، ممّا أدّى الى اصابة عشرات الأشخاص ووفاة طفل. وقد تمّ اطلاق مبادرة بعنوان "أنقذوا الحامة" لتسليط الضوء على الوضع البيئي بالجهة ولتشكيل قوة ضغط على السلطات المعنية من أجل التحرك والقضاء على الأوبئة المنتشرة بالجهة. ومن جهتها، أفادتنا أمل المكي صاحبة المبادرة انّ الوضع الصحي بالجهة متردّ وكثير من العائلات تعجز عن اقتناء ثمن التلاقيح لأبنائها كما أن بعض الأولياء هدّدوا بتأجيل العودة المدرسية في الحامة بسبب انتشار المرض في أوساط التلاميذ إلى حين إيجاد حلّ جذري خاصة وان هذا النوع من المرض يتميز بسرعة انتشاره. كما أشارت إلى انعدام قنوات المياه المستعملة بالجهة وانقطاع الماء الصالح للشراب بها هذا بالإضافة إلى عدم توفر المؤسسات الصحية الاستشفائية الضرورية بالجهة رغم أن مدينة الحامة بها قرابة 120 ألف ساكن، مضيفة أنه رغم تمثيل جهة الحامة في المجلس الوطني التأسيسي الا ان النواب لم يسعوا الى البحث عن حلول عاجلة للجهة للحد من انتشار الأوبئة بسبب الأوساخ وانعدام المياه الصالحة للشرب تقريبا بالجهة. وبينت أيضا ان عددا من المحامين يعتزمون رفع قضية ضدّ وزارة الصحة بسبب انتشار مرض "البوصفير" نوع "أ" بجهة الحامة وتعدد الإصابات أمام تباطؤ تدخل السلط المعنية. وفي هذا السياق، أفادت رفلة تاج دلاجي مدير رعاية الصحة الأساسية بوزارة الصحة "الصباح نيوز" انّ انتشار مثل هذا النوع من الفيروس يكون بسبب تغيّب الظروف الصحية الملائمة، وامام كثرة السكان بجهة الحامة وخاصة منها جهة وادي النور التي تعرف فقدان الماء الصالح للشراب وغيابا لقنوات المياه المستعملة وكثرة للأوساخ. وقالت ان عدد الإصابات إلى حدّ هذا اليوم الموافق ل12 سبتمبر الجاري ومنذ موفى جويلية الماضي بلغت 130 حالة منهم حالة من نوع " fulminante " لطفل صغير يبلغ من العمر 5 سنوات مما تسبب في وفاته. وأكّدت دلاجي ان وزارة الصحة وضعت منظومة لمراقبة الأمراض وانتشارها، كما انها انتقلت على عين المكان اين تبينت ان الظروف الصحية في وادي النور وبعدد من مناطق جهة الحامة متردية ولا يوجد بها ماء صالح للشراب على الدوام وان العديد من المواطنين يشربون الماء من الأبار والتي ثبت انها غير مطابقة للمواصفات الصحية بعد أخذ عينات منها. كما قالت انه وعلى اثر الزيارات التي قامت بها وزارة الصحة تم تنظيم عدة لقاءات مع السلط المحلية والجهوية حيث تم تخصيص أوعية بها ماء صالح للشراب لمتساكني الجهة وتم التنسيق مع الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه من أجل إيجاد حل لمشكلة الانقطاع المتتالي للماء بالجهة كما تم التنسيق مع الديوان الوطني للتطهير في ما يهم قنوات المياه المستعملة وانطلقت دراسة المشروع. هذا بالإضافة إلى تحول فريق من الصحة لتوعية متساكني الجهة بخصوص هذا النوع من الفيروس وكيفية انتشاره وللقيام كذلك بعملية تقصي ميداني. وبخصوص العودة المدرسية، قالت دلاجي انه سيتم التنقل للمدارس بالجهة وتقصي الحالات عند الاطفال وتوعيتهم باهمية النظافة البدنية وكذلك نظافة المحيط للحدّ من انتشار هذا النوع من الفيروس الذي ليس له تلاقيح.