بعد مرور خمس سنوات عن ثورة الحرية والكرامة يبدو أن حديقة البلفدير لم تهب عليها رياح الثورة ولم ينعم حيواناتها ولو بنزر قليل من التغيير الذي يكون متنفس لتلك الحيوانات، هذه الحديقة التي تأسست سنة 1963 وفتحت أبوابها للعموم سنة 1966 وتقدر مساحتها ب 12 هكتارا. " الصباح نيوز " تحوّلت على عين المكان وتجوّلت بين أقفاص الحيوانات وأول ما جلب انتباهنا صورة ملك الغابة الذي رأيناه في صورة الملك البائس الحزين المهموم المنكسر الصّامت الذي كان من المفروض تهتز بصوته أرجاء الحديقة ولكن يبدو أن وضعيته البائسة دفعت به إلى التمدد في قفصه الضيق لا حول له ولا قوة وتحوّل لونه الذهبي إلى رمادي، وليس ببعيد عن قفص الأسد اعترضني سرب من الأيائل الجائعة التي تبحث عن الأعشاب الخضراء. في الضفة الأخرى كان البعض من الخنزير البري يعاني من الهزال...ولم يكن حال الصقر أفضل من حال الأسد... لسائل أن يسال لماذا لا يتم تطوير حديقة البلفدير خاصة تخصيص مساحة واسعة تكون مسيّجة للأسود حتى ينعمون بحرية أكبر، حتى تعود الهيبة لملك الغابة وحتى نرى الصورة الأصلية للأسد حتى لا يشفق ولا يرثي لحاله الزائر. نتمنى أن نرى يوما ما حديقة البلفدير يدخلها الزائر سعيدا ويخرج منها بنفس الحماس الذي دخله وليس مثل اليوم يدخل الزائر ليرفّه عن نفسه فيخرج محبط وحزين يرثي لحال حيوانات فقدت حريتها أخرجت من بيئتها لتتحول إلى مشاهد دراماتيكية.