بحث مقال في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في ما يعتبر غزوا اقتصاديا وعسكريا تقوم به روسيا في شمال أفريقيا بهدوء، بينما ينشغل العالم بقضية التدخلات الروسية في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وشرح المقال أوجه هذا الغزو الذي لم يستثن أيا من الدول العربية الخمس في شمال أفريقيا، والتي تراها موسكو ذات أهمية إستراتيجية لها بدرجات متفاوتة. وتفيد الأنباء بأن روسيا نشرت قوات خاصة وطائرات بدون طيار في قاعدة سيدي براني العسكرية غربي مصر لتقديم الدعم لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا. وفي الوقت نفسه، يعتقد أن موسكو ستضع خلال أسابيع اللمسات الأخيرة على اتفاقية لبناء محطة نووية في مصر. ومن المقرر أن تبدأ روسيا تسليم نحو خمسين طائرة مروحية هجومية من طراز "كاموف كا 52" إلى مصر هذا العام وعدد مماثل من مقاتلات ميكويان ميغ 29 في عام 2020. أما في ليبيا فتتمحور سياسة روسيا حول اللواء حفتر الذي زار موسكو عدة مرات خلال عام مضى للحصول على دعم عسكري. ووفقا لتقارير أميركية، فإن قوات روسية تساند حفتر على الأرض. وفضلا عن ذلك، لروسيا مصالح اقتصادية في ليبيا، فقد التقى رئيس شركة الطاقة الروسية الحكومية "روسنفت" إيغور ستشين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس مؤسسة النفط الليبية في فيفري الماضي، واتفقا على التعاون في إعادة بناء قطاع الطاقة الليبي. وفي تونس التي ربما تبدو أقل جاذبية لروسيا توجد أيضا روابط اقتصادية، فقد تضاعف عدد السياح الروس في تونس عشر مرات في عام 2016 بعد توقف الرحلات الروسية إلى مصر وتركيا. وقد وقع الكرملين في الخريف الماضي اتفاقية لبناء محطة نووية في تونس. ويقول الإعلام الروسي إن الجانبين بحثا إجراء التبادل التجاري بالروبل الروسي والدينار التونسي بدلا من الدولار أو اليورو كعملة وسيطة. أما الجزائر فتعد من مشتري الأسلحة الروسية منذ زمن بعيد، وقد وقع الجانبان عام 2014 اتفاقية بنحو مليار دولار تستخدم بموجبها الجزائر تقنيات ومكونات روسية لإنتاج مائتي دبابة. وفي الشهر الماضي اجتمع مسؤولون روس وجزائريون في ترسانة بحرية بمدينة سان بطرسبورغ لتدشين الغواصة الأولى من غواصتين من طراز بلاك هول صنعتهما روسيا للبحرية الجزائرية. وفضلا عن ذلك هناك عقود بدأ تنفيذها لتوريد 14 طائرة مقاتلة من طراز سوخوي 30، وسفينتين مزودتين بصواريخ كروز روسية. وفي ما يتعلق بالمغرب فقد زار الملك محمد السادس روسيا في العام الماضي، ووقع إعلانا لشراكة إستراتيجية "معمقة" واتفاقات بشأن الطاقة ومكافحة ما يسمى الإرهاب. ودعا ملك المغرب الرئيس الروسي لرد الزيارة، كما تطمح الرباط إلى زيادة أعداد السياح الروس بالبلاد خمسة أضعاف خلال السنوات المقبلة.(وكالات)