بدعوة من تجمع «لوبان-لا» أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك آلاف الأشخاص الاثنين الأول من مايو في مظاهرة مناهضة لليمين المتطرف بين ساحتي «الجمهورية» و»باستيل» بباريس، رفعت خلالها شعارات مطالبة بقطع طريق «الجبهة الوطنية» التي صارت على أبواب الحكم في فرنسا قبل ستة أيام من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. باربرا، كيسليس، لوك وتوفيق ... شهادات بعض ممن شاركوا في المظاهرة. «لوبان لا نحبك»، «لا للجبهة الوطنية»، «متحدون من أجل المساواة، ضد الجبهة الوطنية»، «حرية، مساواة، أخوة، لا نجازف باللعب بالروليت الروسية (لعبة الحظ المميتة)»...اختلفت التعابير والجمل المكتوبة على لافتات المتظاهرين، وتنوعت ألوان الرايات التي رفعت من ألوان قوس قزح التي ترمز إلى المثليين، إلى ألوان الاتحاد الأوروبي مرورا بألوان الأحزاب الشيوعية إلا أن الهدف كان واحدا: منع وصول مارين لوبان للحكم في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي تجري الأحد. الدعوة لمظاهرات الاثنين التي جاءت تحت شعار «التجمع الكبير ضد مارين لوبان»، أطلقت من قبل تجمع ‘لوبان-لا' الذي ظهر غداة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي أظهرت نتائجها فوز المرشح المستقل إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان. مظاهرات نظمت بين ساحتي «الجمهورية» و»باستيل» اللتين تحملان رمزية كبيرة بالنسبة للباريسيين، سرعان ما انضمت إليها النقابات العمالية التي كانت تسير في مظاهرات موازية احتفالا بعيد العمال. ورغم الانتشار الأمني الهام، إلا أن اشتباكات اندلعت بين شبان مقنعين وعناصر الشرطة وقالت مديرية الشرطة في باريس إن خمسة من رجال الأمن أصيبوا من بينهم شرطي إصابته بالغة «بعد أن قام متظاهرون برشق الشرطة بالمقذوفات وزجاجات المولوتوف. جوان، باربرا، كيسليس وماري، أربع أمريكيات متقاعدات يقمن بجولة في عدد من دول العالم، أصررن على المشاركة في هذه المظاهرة وحملن صورا وشعارات مناهضة لترامب ومارين لوبان وحتى والدها جان ماري حيث تقول باربرا: «نحن هنا لنقول لا لمارين لوبان ونؤكد أننا نساند إيمانويل ماكرون، أنتم اليوم في فرنسا تعيشون ما عشناه منذ أشهر قليلة في الولاياتالمتحدة، لكن نرجو أن يكون مآل هذه الانتخابات مختلفا، وألا ستعيشون الخيبة التي عشناها مع وصول ترامب إلى الحكم في بلادنا». « لتضيف: «أرجو أن يصوت الجميع حتى لا تكسب لوبان هذا الاستحقاق فبحسب ما أطلعنا عليه فإن نوايا التصويت تبدو متقاربة والامتناع عن التصويت قد يحمل لوبان إلى الحكم وختمت جوان بمثل إنجليزي « إذا لم تختر بنفسك سيختار لك الآخرون مصيرا قد لا يعجبك» . حميد فرنسي من أصل مغاربي شارك هو الآخر في المظاهرة، فهو لا يصدق ما تدعيه مارين لوبان اليوم، لأن «حزبها هو نفس حزب والدها جون ماري لوبان» و»لئن تغير الشكل العام إلا أن المضمون واحد» حسب رأيه. ويقول « أنا هنا لأنني ضد الفاشية وضد هؤلاء الذين ساندوا الفاشية في فرنسا في السابق، لا أصدق أنهم تغيروا ولن يتغيروا ...لقد ساعدوا خلال الحرب العالمية الثانية الألمان للقضاء على اليهود وحتى الفرنسيين منهم و قد يأتي الدور على العرب إذا وصلوا إلى الحكم ..لوبان قد تتسبب في حرب أهلية إذا وصلت إلى حكم فرنسا ... توفيق وهو فرنسي في أوائل السبعينات من العمر أتى صحبة زوجته الفرنسية للمشاركة في المظاهرة يقول « أنا هنا لأقطع الطريق أمام مارين لوبان، الخطر على الأبواب، لذلك أتينا، أنا ضد الفاشية، بالنسبة لي اليمين المتطرف هو النازية سواء تعلق الأمر بالأب لوبان أو البنت مارين أو حتى ابنة الأخت ماريون ماريشال، الخطر واحد وجدي، وأنا لا أشعر بالثقة تجاهها وتجاه خطابها، الثراء الثقافي والعرقي الفرنسي في خطر مع اقتراب لوبان من أبواب السلطة لكننا لها بالمرصاد. ... لوك فرنسي من أصول أفريقية في 43 من العمر يقول «لا أصدق أننا نشهد في القرن الواحد والعشرين وصول شخص كمارين لوبان لهذا الدور المتقدم من الانتخابات الرئاسية، لا أصدق ما تقوله اليوم أنها تغيرت، خطابها قد يغري الكثيرين لكن عندما تصل إلى الحكم لا نعلم كيف سيصبح هذا الخطاب، أخشى من هذه الفرضية وأرجو ألا تفوز خلال الاستحقاق الرئاسي». ويضيف سأصوت لإيمانويل ماكرون لكن «مكره أخاك لا بطل» فأنا من أنصار جون لوك ميلنشون لكن لصد لوبان سأصوت لماكرون». منى وصديقاها تقول «نحن في ال 16 من العمر وأتينا لنعلن رفضنا لأفكار مارين لوبان، أفكارها المعادية للمهاجرين الذين ترفض وجودهم في فرنسا يشكلون ثراء للمجتمع الفرنسي عكس ما تسوق لها ويسوق له حزبها، الشباب الفرنسي الذي يصوت لها قد لا يكون على علم بنواياها الحقيقية ولا يعلم حقيقة الأوضاع في فرنسا، فالهجرة كسب لفرنسا وليس عائقا. من يصوت للجبهة الوطنية اختلطت عليه الأمور والأكيد أنهم استجابوا لخطاب الخوف الذي يروج له «حزب الجبهة الوطنية» الذي لم يتغير فعليا مع مارين لوبان. إليز وصديقتها هما طالبتان في 20 و21 من العمر تقولان «جئنا للمشاركة في هذه المسيرة التي تنظمها حركة «بينك بلوك» التي تدافع عن المثليين لأننا نعتقد أن مارين لوبان وحزبها يشكلان تهديدا للمثليين في فرنسا، أفكارها العنصرية والمعادية للمرأة، تخيفنا، هي تعد أيضا بمراجعة المكاسب التي تحصل عليها المثليون في فرنسا، تتوعد حتى بحذف حق الزواج للمثليين. عشرات الآلاف ممن خرجوا في مظاهرة ضد مارين لوبان لا يخفون أملهم في فوز ماكرون رغم تخوف البعض منهم من المفاجأة فسيناريو فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية حاضر بقوة في أذهانهم، والبعض يخشى من أن تسفر الدورة الثانية عن فوز لوبان في هذا الاستحقاق الذي يشبهه البعض بالفرضية المرعبة خاصة إذا عزف جانب كبير من الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم أو لم يصوتوا لأي مرشح .