* اقتراح تسريح 1700 عامل سيكلف الشركة 200 م.د * سيتم فتح 5 خطوط جوية جديدة ومن المنتظر فتح خط تونسنيويورك * الشركة ستقوم بتأجير طائرتين عسكريتين للقيام بعمليات شحن منتوجات فلاحية رغم واجب التحفظ الذي دأب عليه صلب المؤسسة العسكرية، يكسر الياس المنكبي رئيس مدير عام الخطوط التونسية قاعدة «الصمت العسكري» ويفتح مكتبه ل «الصباح» للحديث عن إشكالات الشركة المالية والبرنامج الإصلاحي المتوارث صلب المؤسسة إلى جانب شبهات الفساد أو ما يعرف بماكينة الفساد داخل «الغزالة». رئيس مدير عام الخطوط التونسية كان واضحا في تشخيص الأزمة المالية للمؤسسة حيث استعرض كل الأسباب التي أرهقت الشركة منذ سنوات في المقابل كان واعيا بخطورة المرحلة التي تمر بها الخطوط التونسية التي تحتاج لمزيد الجهد والعمل لتعيد بريقها الاقتصادي من جديد. قبل أن ننطلق في الحوار مع الرئيس المدير العام للخطوط الجوية التونسية الياس المنكبي ذكر بأنه كان عقيدا بالجيش الوطني ثم التحق بوزارة الفلاحة في 2014 كرئيس مدير عام للشركة الوطنية لحماية النباتات قبل أن يتولى في جانفي 2017 اي منذ أربعة أشهر مهامه على رأس الناقلة الجوية الوطنية، وفيما يلي نص الحوار: عندما نقول الخطوط التونسية، نقول أزمة مالية وإشكالات اجتماعية كيف ترى الوضع بعد التعامل المباشر مع ملفات الشركة؟ -في البداية أريد أن أشير إلى أنني كغيري من التونسيين أول انطباع يتبادر إلى ذهني عند الحديث عن شركة الخطوط التونسية يعني المشاكل الاقتصادية بسبب تردي موازناتها المالية لأسباب عديدة، لكن بعد التحاقي بها وتولي مهمة رئاسة الإدارة العامة للغزالة وبعد التعامل المباشر مع ملفات الشركة وكل إطاراتها وموظفيها أصبح الأمر مختلفا. هذه الشركة التي يناهز عمرها السبعين سنة كانت في فترة ما تمثل احد الأعمدة الاقتصادية في البلاد ولازالت رغم المشاكل الاقتصادية التي أنهكتها منذ سنوات ونذكر أنها في وقت ما قامت بضخ أكثر من 600 مليون دينار للدولة التونسية في حين تعاني اليوم خسائر تقدر بنفس المبلغ تقريبا. بعد الثورة تمت عمليات إدماج لعديد العملة داخل الغزالة، هل كانت هذه العملية «انتحارية» بالنسبة للشركة؟ -كتلة الأجور الضخمة هي من الأسباب الأساسية التي أثقلت كاهل المؤسسة بعد إدماج نحو 800 عامل في شركة الخدمات الأرضية متفرعة عن الشركة الام هذه المؤسسة في فترة ما بلغت اربحاها نحو 150 مليون دينار لكن وجدت نفسها اليوم تعاني أزمة مالية حادة بعد أن جاوزت أجور العملة داخلها 130 بالمائة من مداخيلها. إن الخطوط التونسية مؤسسة كل العاملين فيها وأعي جيدا غيرة أعوانها وحبهم الكبير لها لذلك سأكون على موعد مع كل العاملين بشركة الخدمات الأرضية الأسبوع القادم حيث سأشرف على يوم تحسيسي رفقة كل المديرين العامين بمجمع الخطوط التونسية وسأقوم بحمل الأمتعة بنفسي لأؤكد لكل عامل بالخدمات الأرضية أن عملهم ليس عيبا وليس مخجلا ولا حرج فيه. في إطار البرنامج الإصلاحي المزمع تنفيذه داخل الشركة، هل هناك مؤشرات ايجابية تم تسجيلها؟ -صحيح، تم تسجيل عديد المؤشرات الايجابية رغم نقص الوسائل للإجابة على الكم الهائل من الطلبات على الشركة وكل الأرقام تؤكد ارتفاعا في نموّ حركة المسافرين خلال شهر افريل 2017 بنسبة قدرت ب 29,5 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2016. إلى جانب تطوّر الحركة التجارية إجمالا مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية من 239.295 مسافرا إلى 309.846 مسافرا مع ارتفاع الحركة التجارية المنتظمة بنسبة 28,8 بالمائة أي من 226.283 مسافرا إلى 291.393 مسافرا. هذا إلى جانب ارتفاع الحركة التجارية الإضافية من 149 مسافرا إلى 4322 مسافرا مع تسجيل ارتفاع الحركة التجارية غير المنتظمة للمسافرين من 12.863 مسافرا إلى 14.131 مسافرا. وقدرت نسبة التعبئة ب 76,8 بالمائة خلال شهر افريل من سنة 2017 بعد أن كانت تقدّر ب 68,1 بالمائة في نفس الفترة من سنة 2016. تعاني الخطوط التونسية من إشكالات تتعلق بتهرم الأسطول هل هناك نية لتجديد طائرتها؟ -قبل كل شيء أقرت الخطوط التونسية أسعارا تفاضلية لفائدة التونسيين المقيمين بالخارج مع تمكينهم من 50 ألف مقعد تم بيع 30 ألفا منها إلى حد الآن. لكن يبقى مشكل نقص الأسطول هو العائق أمام تنامي الطلبات إذ لا تملك الغزالة إلا 28 طائرة فقط، ومن الضروري أن تجدد الخطوط التونسية أسطولها فبعد تسجيل مؤشرات ايجابية بدأنا التفكير جديا في اقتناء طائرات جديدة. فيما يتعلق بتأخر الرحلات وانتشار ظاهرة سرقة الأمتعة، هل يوجد برنامج للقضاء على مثل هذه الظواهر صلب المؤسسة؟ -كل العاملين بالشركة حريصون على تجنب التأخير كما حرصت منذ قدومي للشركة على التقليص من عمليات السرقة عبر استبعاد كل من ثبت تورطه في الموضوع. خلال الأسبوع القادم سيتم تكليف فريق جديد من الأعوان المؤهلين للقيام بعملهم دون تسجيل أي شكاوى في سرقة الأمتعة إلى جانب تركيز كاميراهات مراقبة داخل أماكن الشحن في الطائرات للقضاء على عمليات السرقة رغم تواصل الشكايات المقدمة في الغرض. فيما يتعلق بمسالة تسريح عدد من العملة في إطار الضغط على كتلة الأجور، إلى أين وصلتم في الموضوع؟ -تجد داخل الخطوط التونسية تضخما على مستوى الموارد البشرية في بعض المواقع مقابل نقص في مواقع أخرى مثل تسجيل شغورات على مستوى الإدارة العامة ولذلك تم إعداد مخطط لتسريح بعض العملة لكن العملية ستكون اختيارية وليست إجبارية. قمنا بتقديرات لتسريح 1700 عامل لكن العملية ستكون خطيرة لأنها ستكلف الشركة أكثر من 200 مليون دينار إلى جانب عدم التوصل إلى اتفاق مع الصناديق الاجتماعية التي تمر بدورها بظروف مالية صعبة. تقريبا كل المديرين العامين على رأس الغزالة تحدثوا عن برنامج إصلاحي هيكلي متوارث إلى أين وصلتم في هذا البرنامج؟ -أولا تستعد الشركة لإطلاق برنامج خاص يتمثل في تأجير طائرتين عسكريتين للقيام بعمليات شحن منتوجات فلاحية إلى دول افريقية وخليجية وأوروبية. ماكينة الفساد طالت تقريبا أغلب المؤسسات العمومية، هل توجد ملفات في هذا الإطار داخل الناقلة الجوية؟ -أنبه إلى الهجمة الفايسبوكية المصطنعة التي تعرضت لها الشركة مؤخرا بدعوى وجود فساد مالي يتعلق بصفقة شحن منتوجات تونسية عبر طائرات الخطوط التونسية وانفي أي روايات في هذا الاتجاه علما وان كل معاملات المؤسسة تتم في إطار من الشفافية ولا يوجد إلى حد الآن أي إثباتات أو قرائن تؤكد وجود فساد مالي في الشركة رغم فتحي لأكثر من تحقيق ومطالبتي بإجراء تدقيق للمعاملات داخل المؤسسة. هناك أطراف خارجية تسعى لتعكير أجواء العمل داخل الشركة واستثني في هذا أبناء الشركة الذين أؤكد دائما على حبهم للشركة ولكن توجد أطراف خارجية للقضاء على الشركة. هل توجد نية لخوصصة الشركة؟ -لا توجد أي نية للتفويت في الخطوط التونسية لان كل اجهزة الدولة من مجلس نواب الشعب ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية أكدوا رفضهم التفريط في الشركة في أكثر من مناسبة لان الخطوط التونسية تعني الدولة التونسية. العلاقة بين الإدارة العامة والنقابات الأساسية في الشركة، كيف تصنفها؟ -العلاقة بين الإدارة العامة والطرف النقابي طيبة خلافا لما يحدث في عدد من المؤسسات الأخرى ففي كثير من الأحيان اتصل بالنقابات لحل بعض الإشكالات العالقة في الشركة. أثارت الرحلة الافتتاحية لخط تونسمونتريال جدلا واسعا، خاصة فيما يتعلق بمصاريف الرحلة، ما هو تعليق؟ -كل الاتهامات بسوء التصرّف في افتتاح خط تونسمونتريال كانت زوبعة في فنجان لأنه تقليد لدى الخطوط التونسية أن تتم دعوة عدد من الوجوه الإعلامية ورجال الأعمال وسياسيين في افتتاح كل خط ونفس الشيء تم خلال افتتاح خط كوناكري الغينية منذ شهرين. هل تستعد الشركة لفتح خطوط جوية جديدة مستقبلا؟ -سيتم فتح 5 خطوط جوية جديدة بمعدل افتتاح خط جديد كل سنة وبالنسبة لخط تونسمونتريال نستعد لإطلاق ثلاث رحلات أسبوعيا لأنه من الخطوط المربحة خلافا لما يروج. كما انه من المنتظر افتتاح خط تونسنيويورك قريبا حيث تنكب الشركة على إجراء دراسة في هذا الاتجاه لان الموقع الاستراتيجي لتونس يخول للمؤسسة أن تكون من أفضل شركات الطيران في العالم. لماذا قررتم غلق 7 تمثيليات لشركة الخطوط التونسية؟ -تم اعتماد سياسة تقشف على أساسها قررت غلق 7 تمثيليات للشركة في عدد من الدول الأوروبية بسبب نقص المردودية. جهاد الكلبوسي جريدة الصباح بتاريخ 17 ماي 2017