رغم ابتعادها عن الأضواء ورغم ما عانته من مصاعب وعراقيل واستهداف طوال مسيرتها الرياضية الحافلة بالتتويجات والألقاب،لم تتخل لاعبة الملعب التونسي والمنتخب الوطني لكرة السلة هندة بن محمود عن عشقها الكبير واللامتناهي للكرة البرتقالية وتحديدا لفريق الملعب التونسي الذي كان منارة كرة السلة التونسية بفضل سيل من التتويجات المحلية والقارية وجيل لامع من اللاعبات المتميزات تتقدمه بن محمود التي نجحت في أسر عشاق اللعبة بفضل مخزون فني كبير وروح قتالية عالية وعشق أكبر لألوان فريق البايات وللراية الوطنية التي رفعتها في أكثر من محفل. هذا الصرح العالي وهذا الإرث الوطني الكبير بتتويجاته بدأ منذ سنوات في التهاوي نتيجة الرعوانية في التسيير وغياب العناية والسياسة الممنهجة لإبعاد بنات النادي وصاحبات الخبرة عن مراكز القرار ليصل الأمر إلى مغادرة الفريق للقسم الثاني قبل أن تأتي الأخبار الحزينة باعتزام هيئة جلال بن عيسى تجميد نشاط هذا الفرع في حال لم يجد من يتكفل بمصاريفه. هذا الخبر أثار حفيظة هندة بن محمود التي أكدت في تصريح ل"الصباح نيوز" بأن ما يحدث مع فرع كرة السلة في الملعب التونسي بمثابة الإجرام المنظم خاصة وأن فتيات "البقلاوة" كنا أفضل سفيرات لكرة السلة التونسية من خلال التتويج بست بطولات عربية وبطولة متوسطية مع عدد كبير من البطولات الوطنية والكؤوس،فالسياسة التي تنتهجها الهيئة الحالية وسابقاتها كانت سببا مباشرا في السقوط المدوي للفرع وذلك من خلال الاعتماد على مدربين تعوزهم الخبرة والدراية ومسؤولين لا علاقة لهم بالكرة البرتقالية وكل همهم الظهور وتحسين تاريخهم المشوه. وأشارت محدثنا بأنها ستفتح حربا شعواء على الهيئة الحالية إلى حين عودة هذا الفرع إلى مداره الطبيعي مشددة على أنها لن تسمح لجلال بن عيسى بحل فرع السلة مادام بقلبها نبض وذلك ليسا طمعا في منصب وإنما وفاء للفريق الذي قضت فيه أكثر من 25 سنة ومكنها من الشهرة وحبب فيها الناس.بن محمود أضافت بأن بن عيسى يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تصفية حسابات شخصية قديمة معها حيث تسبب في طردها من الفريق والالتحاق بنادي شرطة المرور قبل أن يستغل نفوذه ويجمد نشاطها ل12 مباراة بعد مباراة الملعب التونسي ونادي شرطة المرور وهو ما دفعها للاستنجاد وقتها بسليم شيبوب الذي فرض على هيئة الملعب التونسي وجامعة السلة رفع العقوبة عنها مع الاعتذار لها وهو ما لم يقدر بن عيسى على نسيانه بشكل جعله يتصيد الفرصة للنيل منها ومن الفرع. بن محمود تحدثت بلوعة كبيرة عن مصير "سلّة" باردو مشيرة إلى أنها لا تقوى على مشاهدة الفريق الذي ضحت بجنينها من أجله وهو يتهاوى ويصير إلى المجهول مؤكدة عزمها على المضي قدما من أجل إنقاذ فتيات الملعب التونسي من التشرد وإعادة الفرع إلى مكانه الطبيعي،موجهة في هذا السياق نداء إلى رئيس الملعب التونسي جلال بن عيسى للجلوس إلى طاولة واحدة قصد تدارس الحلول الكفيلة بإعادة الإشعاع لفرع السلة رغم يقينها بأن الرجل لن يقدم على هذه الخطوة نتيجة العداء الذي يكنه لها. ختام مداخلة هندة بن محمود معنا كنا بالتأكيد على أنها طلبت لقاء وزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني ووزيرة المرأة من أجل اطلاعهما على ما يجري من تجاوزات في حق منارة السلة النسائية التونسية والتي أطفأت بريقه وجعلت منه رقما عاديا في بطولة القسم الثاني بعد أن كان العلامة الأولى في اللعبة محليا والمشرّف الأول لها عربيا وقاريا.مشددة على أن تحركاتها هذه تنبع من حبها الكبير ل"البقلاوة" ومن التضحيات الكبيرة التي بذلتها رفقة جيل كامل من اللاعبات من أجل أن يصل الملعب التونسي إلى المرتبة التي وصل إليها.