قال خالد الزائدي محامي سيف الإسلام القذافي إن موكله لم يعد مطلوباً لدى القضاء الليبي، مشيراً إلى أنه لا يحق للحكمة الجنائية الدولية المطالبة بتسليمه، كما أشار إلى أن القذافي موجود حالياً في إحدى المدن الليبية، مشيراً إلى أن سيتوجه ب»رسالة» إلى الليبيين لتوضيح رؤيته للأوضاع الداخلية في البلاد، نافياً تقديمه طلب لجوء لأي بلد آخر. كما أشار إلى أن عائلة القذافي ستقوم بمقاضاة كل من حاول «تشويه» تاريخها، نافياً صحة ما نُسب إلى أحمد قذاف الدم (ابن عم معمر القذافي) حول إعلان عائلة الزعيم الليبي السابق تأييدها لحفتر، مشيراً إلى أن قذاف الدم لا يمثل العائلة وليس له أي تواصل معها على الإطلاق. وكانت المحكمة الجنائية الدولية طالبت السلطات الليبية قبل أيام بإيقاف سيف الإسلام القذافي، بعدما أعلنت إحدى المجموعات المسلحة إطلاق سراحه، وتسليمه للمحكمة الدولية، التي أكدت أن مذكرة التوقيف الصادرة بحقه في 2011 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية لا تزال سارية. وأكد الزائدي، في حوار خاص مع «القدس العربي» أن سيف الإسلام لم يعد مطلوبا لدى القضاء الليبي بعد صدور قانون العفو العام الذي أصدره مجلس النواب عام 2015، مضيفاً: «لا يحق للمحكمة الجنائية الدولية المطالبة بتسليم القذافي، فهي غير مختصة بمعنى أنها ذات اختصاص تكميلي وليس أصيل فالقضاء الليبي هو المختص بهذا الأمر، فنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يؤكد في ديباجته أن على الدول أن تمارس اختصاصها الوطني على الجرائم والوقائع التي تثبتها المحكمة، والقضاء الليبي مارس اختصاصه فعليا عندما حقق مع سيف الإسلام القذافي من خلال النيابة العامة وإحالته للمحكمة وصدور الحكم المشهور في القضية 630 عام 2012 في القضية المعروفة باسم قضية «رموز النظام»، فبالتالي بعد صدور الحكم يسقط اختصاص المحكمة، ولذلك، وفقاً للديباحة والمواد 17 و20 من نظام روما، لا تجوز إعادة محاكمة المتهم على نفس الفعل مرتين». وأشار إلى أن سيف الإسلام «سيمارس حقه للمرة الأولى بالطعن في عدم المقبولية أمام محكمة الجنايات الدولية في الدائرة النيابية التي سيكون لها رأي مخالف للمدعي العام بالمحكمة الدولية، كما حصل في قضية عبد الله السنوسي». وأكد، في السياق، أن سيف الإسلام موجود حاليا في إحدى المدن الليبية (من دون تحديد مكانه)، نافيا تقديمه لأي طلب لجوء للخارج، وأضاف: «سيف الإسلام موجود في ليبيا ولن يخرج منها وسيلعب دوراً محورياً في هذه المرحلة في ليبيا حيث سيكون له دور في عقد المصالحات وفي التهدئة والاسقرار في البلاد، وهو الآن يمارس حياته بشكل طبيعي وقد التقى بشخصيات عدة من القبائل وكل الطوائف الليبية، وسيوجه قريبا رسالة «تاريخية» لجميع الفرقاء في ليبيا سيكشف فيها رؤيته للشأن الداخلي والإقليمي والدولي». وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن سيف الإسلام القذافي اجتمع مؤخراً بعدة وفود من قبائل ليبية، من بينها قبيلة «العواقير» شرق ليبيا، التي دعاها للدخول في مصالحة وطنية مع قبيلة «القذاذفة». وأشار الزائدي إلى أن القذافي وبعض أفراد أسرته سيقاضون كل من حاول «تشويه» تاريخ العائلة، مشيراً إلى أن «اللجوء إلى القضاء هي مسألة حضارية وهو يؤكد أنه ليس لدى سيف الإسلام أي نزعة انتقامية، ولدينا قاعدة بيانات بكل من روج أكاذيب وحاول الإساءة إلى الأسرة (ومن ضمنهم عضو برلمان طبرق أبو بكر بعيرة)، وبدأنا الآن برفع عدة قضايا في ليبيا ومصر وغيرها». وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية نقلت عن أحمد قذاف الدم تأكيده بأن عائلة الزعيم الليبي الراحل أعلنت دعمها لقائد الجيش الجنرال خليفة حفتر، مبدية رغبتها في العودة إلى البلاد في حال نجح حفتر في الوصول إلى الحكم. وعلّق الزائدي على ذلك بقوله: «ما ورد في التصريح غير صحيح إطلاقاً وعائلة القذافي لم تعلن تأييدها لحفتر، كما أن قذاف الدم نفسه أصدر بياناً فنّد فيه ما ورد في التصريح المذكور، وأود الإشارة هنا إلى أن عائلة القذافي ليس لها أي ناطق إعلامي أو رسمي، وليس لها أي تواصل على الإطلاق مع أحمد قذاف الدم، وفي حال صدر أي شيء ذو طابع قانوني فسيكون من خلالي باعتباري محامي الأسرة»، مشيراً في المقابل إلى أن العائلة تفكر بالعودة إلى ليبيا في حال عودة الأمن والاستقرار إلى البلاد. وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن أرملة الزعيم الليبي السابق، صفية فركاش تلقت مؤخراً دعوة من قبائل عدة في الشرق الليبي للعودة إلى مسقط رأسها في مدينة البيضاء شمال شرق ليبيا، حيث أبدت القبائل المذكورة رغبتها في المصالحة مع عائلة ورموز النظام السابق.