تعتزم الإدارة الأمريكية تخفيض المساعدات العسكرية لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مشروع الميزانية القادم، وهو ما يثير عديد التساؤلات حول مستقبل الحرب على الإرهاب خاصة ضمن التحالف الذي تقوده واشنطن في الحرب على تنظيم "داعش" الارهابي. في هذا السياق، قال أمير اللواء المتقاعد محمد المؤدب أن تخفيض المساعدات هو مشروع قرار يشمل جميع البلدان في المنطقة العربية باستثناء إسرائيل وكذلك مصر. وأضاف، في تصريح ل"الصباح نيوز" أن هذا التخفيض في المساعدات العسكرية مازال مشروعا ولم يبت فيه الكونغرس الأمريكي بعد ليصبح نهائيا، لكن له حظوظ كبيرة ليمرر خاصة مع وجود أغلبية لحزب الرئيس الأمريكي -الحزب الجمهوري- للكونغرس بحجرتيه. وأكد المؤدب أن دور تونس في المنطقة وفي الحرب على الإرهاب هام جدا، وذلك بشهادة قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، والذي صرح أن شمال افريقيا هو الجبهة الأمامية في الحرب على الارهاب. وأضاف المؤدب أن وزارة الخارجية الأمريكية نفسها ليست متفقة على توجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتخفيض المساعدات العسكرية لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وأكد أمير اللواء المتقاعد أن على تونس أن تستغل هذه المواقف، لتقوم الإدارة الأمريكية بمراجعة هذه النقطة. وأشار المؤدب أن لهذا التخفيض، إذا ما حصل، تداعيات على ميزانيّة الدولة التونسية في المجالين الجانبين العسكري والأمني، إلا أنه يجب إعادة النظر في الأولويّات الوطنيّة لتوفير الموارد الضروريّة لمواصلة برامج الحرب على الإرهاب، حسب رأيه. وأضاف المؤدب أنه يجب تحرك الدبلوماسية التونسية وتوظيف شبكات الصداقات مع الجهات الأمريكية الفاعلة لمواصلة التعاون العسكري والأمني خاصة في مجالات الاستفادة من تكنولوجياتها المتطورة وخبراتها وكذلك في مجال الاستعلامات التي تبقى الأساس في الحرب على الإرهاب، خاصّة وأن تونس تحظى منذ حوالي سنة بمرتبة الحليف الرئيسي غير عضو بالحلف الأطلسي. وأشار أمير اللواء المتقاعد أن التخفيضات المقترحة تقدّر بنسبة 82 في المائة بالنسبة لسنة 2017 حيث كانت المساعدات الأمريكيةلتونس قياسيّة إذ زادت عن 300 مليار دينار تونسي، وهو مبلغ في مقدور الميزانية تحمّله عند الاقتضاء. وأكّد على أن أكثر ما تحتاجه تونس اليوم من الولاياتالمتحدة، لا يتمثل أساسا في المساعدات الماليّة بقدر ما يتعلّق بتبادل الخبرات والتكوين والاستفادة من التكنولوجيات المتطوّرة وكذلك تبادل المعلومات الاستخبارية، حيث أنّ العمل الاستخباراتي يمثل حوالي 90 بالمائة من مجهود الحرب على الارهاب. وأقر المؤدب أنه بمجهود وطني ذاتي يمكن التغلب على النقص الذي سيسببه التقليص في حجم المساعدات الأمريكية، مشيرا أن التعويل على الذات يبقى الأساس في الدفاع عن الوطن، وبعد ذلك تأتي المساعدات، على حسب تعبيره.