ردا على الانتقادات التي وجهت اليه والحملة التي طالته على مدى الايام القليلة الماضية بعد تقديم كتاب "نداء تونس..5 سنوات من العطاء للوطن" لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خلال التقائه وفد من حزب "نداء تونس" قال القيادي خالد شوكات ان جموع من السياسيين والاعلاميين و المواطنين الفايسبوكيين هبت، فيما يشبه الحملة المسعورة المنظمة للتنديد بكتاب لم يقرؤوه، وكاتب لم يستفسروه، مستعملين في ذلك أبشع النعوت ومرددين أشنع التهم والعبارات، بلا وازع من ضمير أو رادع من أخلاق. واضاف شوكات "لسائل أن يسأل:كيف يمكن تقييم كتاب من عنوانه؟..وكيف يمكن الحكم على كتاب دون قراءته؟..ولماذا لا نلتزم الأدب في الحديث في قضايانا؟..ولماذا لم نفلح الى اليوم في مواجهة الفكرة بالفكرة فنعمد إلى الشخصنة والتجريح؟". وأوضح شوكات ان الكتاب لم يكن كتابا بالمعنى المتعارف عليه، بل هو وثيقة ندائية داخلية موجهة للندائيين أساساً وهم يحتفلون بمرور خمس سنوات على تأسيسها، وليس كتابا متاحا للرأي العام يباع في الأسواق، متسائلا " أليس من حقّ القيادات الندائية أن يخاطبوا مناضلي الحركة وقواعدها كيف ما شاءوا لأن هذا الخطاب يخصّهم وحدهم دون غيرهم، ولا يضير نقص فيه سواهم." متابعا "لست أدري، والحال أنّي كتبت للندائيين فقط، ما الذي يضطرني إلى التزلف أو تزييف الحقائق.. هذه الحقائق التي تظل نسبية، فما رأيناها نحن "عطاء" قد يراه غيرنا خلاف ذلك، وهل مطلوب منّا أن نتبنّى تقييمات خارجية لمسيرتنا طوال الخمس سنوات الماضية، فنتبنى بذلك وجهات نظر خصومنا فينا." وشدد شوكات على انه على يقين من أنّ قرّاء الكتاب سيجدون أن نصوصه أبعد ما يكون عن أي تزلف أو مداهنة، وأنّها تتضمّن مراجعات وأفكار ذات طبيعة نقدية، قد لا يوحي بها العنوان "ذو الطبيعة التعبوية" ولكنّها حقيقة صادقة. مستطردا "عموما هذه وجهة نظرنا كندائيين، من أن عطاء حزبنا لوطننا كان كبيرا، وللشعب حق تقييم ذلك في أول استحقاق انتخابي، وللنخب حقّ النقد بعد الاطلاع، لا حق السب والشتيمة، على الرغم من أن الكتاب -كما قلت- لم يتوجه لهذه النخب ولم يكن من أهدافه التأثير على موقفها من النداء...وليست هذه المرة الأولى التي اعد فيها كتابا، فقد نشرت خلال الربع قرن الماضية ما يزيد عن عشرة كتب، ولن تكون الأخيرة، أعدكم بذلك، ولكنني أدركت اليوم كيف مات المرحوم الزعيم الطاهر الحداد كمدا سنة 1935، أي ما يزيد عن الثمانين عاماً، كمدا بعد عزلة فضَّلها هروبا من هجومات النخب المتخلّفة والغوغاء بعد نشره كتابه الإصلاحي ذائع الصيت "إمرأتنا في الشريعة والمجتمع"، ذلك الكتاب الذي دفع الشيخ ابن مراد إلى تأليف رد سريع عليه بعنوان "هذا على الحساب حتى أقرأ الكتاب"، وكما أن أبناء الطاهر الحداد من الوطنيين الإصلاحيين ما يزالون في الوجود يشجعون الناس ويزودونهم بالطاقة الإيجابية، فإن أحفاد ابن مراد ما يزالون يضطلعون بالدور نفسه، أي التهجم على المصلحين دون أن يقرؤوا كتبهم أو يحاورونهم.. وهذه مأساة أفريقية التي دفعت ابن خلدون وسيدي أبو الحسن الشادلي إلى مغادرتها فرارا من ظلم أهلها وافتراء نخبها.. غير أنني لن أغادر وسأستمر مع حزبي في العطاء لهذا الوطن ما وسعتنا القدرة، فلدينا من العزم والتصميم ما يفشل مخططات أصحاب المكائد والدكاكين السياسية وغرف الفساد المظلمة.. تحيى تونس وعاشت حركة نداء تونس. " وعما اذا كانت قد فاجأته ردود الأفعال التي تابعها على مواقع التواصل اللاجتماعي بعد الضجة التي رافقت "الكتاب" قال شوكات "طبعاً فاجأتني ولم أجد مبرّرا لهذا الانحطاط الأخلاقي والسياسي الذي ظهر على البعض، خصوصا بعض الذين تربطني بهم صداقة مفترضة، كبعض الكتاب والاعلاميين، واستغربت كيف يسمحون لأنفسهم بالتعليق على كتاب لم يقرؤوه، ويتسرعون في الحكم عليه من خلال كلمة في عنوانه الثانوي، ثم على افتراض اختلافنا في تقييم مسيرة نداء تونس خلال الخمس أعوام الماضية، بين من يرى فيها عطاء للوطن كما حال قياداته وأبنائه، وبين من يرى فيه خلاف ذلك فهل يبرِّر هذا الخلاف مهما بدا شاسعا انحطاط العبارة وسوء الخلق والمقال. اعتقد أننا بسوء الأخلاق لا يمكننا بناء تقدم او اللحاق بركب الحضارة." وبخصوص رده على منتقديه قال محدثنا " لقد عانى المصلحون دائما من همجية الرعاع و سوء خلق بعض العامة، حتى إن بعضهم مات كمدا وبعض غادر البلاد، لكنني لست من الذين تخيفهم غرف الفساد الفايسبوكي المظلمة أو تحامل الحسّاد والباغضين.. لن يجرونا الى مستنقع الانحطاط وسنواصل العطاء للوطن بنفس اليقين والتصميم. يقول الرئيس الباجي قائد السبسي:" اذا رأيتم الكلاب تنبح فاعلموا انكم في الطريق الصحيح"." وبخصوص حواره مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خلال لقائه بوفد من "نداء تونس" رد شوكات "عندما أهديته نسخة من الكتاب، وهو كتاب موجه للندائيين وهم يحتفلون بالذكرى الخامسة لانبعاث حركتهم، فهو اذا وثيقة احتفالية وليس كتابا موجها للعموم ، خصوصا أولئك الذين لديهم حساسية من كلمة نداء، قال لي السيد الرئيس هل هو كتاب عن الماضي فقلت له إنه كتاب عن الماضي ولكن من أجل المستقبل، فقال أرجو أن يكون الأمر كذلك. وثقوا أن حركة نداء تونس تتطلع أساسا الى ان يكون مستقبل تونس أفضل، تونسأصيلة ومعاصرة، تونس ديمقراطية ونامية."