قال أستاذ التاريخ المعاصر والمحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي إنّ الوضع السياسي لا يبدو مستقرا شأنه شأن المشهد الحزبي كما أنّ حكومة الوحدة الوطنية غير منسجمة وتعيش جملة من التجاذبات السياسية والمشاكل في إشارة إلى شبهات الفساد التي تطال بعض الوزراء مما أثر على الواقع السياسي . وأوضح الحناشي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء اليوم الثلاثاء أن عدم استقرار الوضع السياسي الذي تشهده البلاد، رغم أنها على أبواب انتخابات بلدية ،لم يكن فقط نتيجة الفراغ الذي تعيشه حكومة الوحدة الوطنية بل جراء غياب المساندة والدعم لهذه الحكومة التي لا تجد حزاما قويا يسندها قائلا «هذه الحكومة لا تجد الدعم المطلوب خاصة من قبل الأحزاب الموقعة على وثيقة قرطاج». وبين أن أكثر الأطراف دعما ومساندة لحكومة الشاهد في الوقت الراهن هو الإتحاد العام التونسي للشغل بخلاف حزبي حركة نداء تونس الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة وحركة النهضة المتبنية فكرة دعم الحكومة. كما لفت إلى أنّ حكومة الوحدة الوطنية غير منسجمة انسجاما كليا وتشقها عديد التجاذبات بين الأطراف المشكلة لها كوزراء آفاق تونس ونداء تونس والحزب الجمهوري مضيفا في هذا الإطار بان الحكومة تعيش في الوقت الراهن ضغوطات قوية ذات علاقة بالتحوير الوزاري المرتقب وسد الشغور مما افرز نوعا من التجاذبات الصامتة بين رئاستي الحكومة والجمهورية والأحزاب ذات التمثيلية المرتفعة بالبرلمان على غرار حزبي حركة النهضة والنداء . واعتبر أن المشهد السياسي مرتبط أساسا بالمشهد الحزبي وأن اغلب الأحزاب السياسية تعيش مشاكل هيكلية وأخرى متعلقة بخياراتها السياسية مما اثّر على سلوكها الذي يبدو مرتبكا مضيفا في هذا الصدد أنّ المشهد الحزبي يتميز باختلال التوازن «الكميّ» بين اغلب الاحزاب لصالح حزب او حزبين وهو ما ينعكس على العملية السياسية بشكل عام .