حذّرت دراسة أميركية حديثة، من أن تعرض الأطفال للضرب على الأرداف في سن الخامسة من قبل أوليائهم، يزيد خطر إصابتهم باضطراب في السلوك. الدراسة أجراها باحثون في جامعة تكساس الأميركية، والضرب على الأرداف هو نوع من العقوبة الجسدية التي يتم فيها صفع الأطفال على أردافهم من أجل التسبب في شعور بالألم، وعادة ما تستخدم اليد في الضرب، وفي بعض الحالات تستخدم العصا. وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون 12 ألفًا و112 طفلاً، في سن الخامسة من عمرهم، ورصدوا تعرضهم للضرب من أوليائهم. ولقياس مدى تعرض الأطفال لمشاكل سلوك الأطفال، راجع الباحثون تقييمات معلميهم عندما كان المشاركون في سن السادسة إلى الثامنة. وتمثلت مشاكل السلوك في الجدال والعنف والغضب والتصرف بازدراء، بالإضافة إلى الاعتراض على المشاركة في الأنشطة الطلابية. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب على الأرداف في سن الخامسة، ازدادت لديهم اضطرابات في السلوك مثل العصيان، والسلوك الفوضوي، ونوبات الغضب، بالإضافة إلي السلوك العدواني مثل الجنوح، والقتال. وقالت إليزابيث جيرشوف، قائدة فريق البحث "تشير نتائج دراستنا إلى أن الضرب على الأرداف ليس خيارًا فعالاً للعقاب، ويجعل سلوك الأطفال في الواقع أسوأ". وأضافت أنه "على الرغم من أن عشرات الدراسات ربطت بين ضرب الأطفال على الأرداف في وقت مبكر مع إصابتهم بمشاكل في السلوك، إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي توثق النتائج بطريقة إحصائية". وكانت دراسة سابقة، قد كشفت أن الأطفال الذين يتعرضون للمضايقات والبلطجة والعنف من زملائهم في الدراسة، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وإدمان التبغ والمخدرات والخمر في مرحلة المراهقة. وأكدت دراسة أخرى أن ضرب الأطفال من طرف الآباء قد يدفعهم إلى العدوانية واستعمال العنف خارج البيت تجاه الأطفال الآخرين أو الكبار أيضاً. وشمل البحث الذي قام به الباحث الأميركي ميشائيل ماككنزي من جامعة كولمبيا، حوالي 5000 طفل من 1900 عائلة، من مختلف كبريات المدن الألمانية. وقام الباحث بدراسة البيانات الشخصية لأولئك الأطفال خلال عشر سنوات من حياتهم. واستجوب الباحث الآباء في عدة مراحل من نمو الطفل كمرحلة ما بعد الولادة مباشرة، وبعدها بعد مرور عام واحد، ثم عامين وهكذا دواليك. وكان الباحث يسأل الآباء عن سلوك أبنائهم، لمعرفة إن كانوا عدوانيين ولا يلتزمون بالقواعد في البيت أم لا. واعترف 28 بالمئة من الآباء أنه سبق لهم ضرب أحد الأبناء، في السنوات الثلاث الأولى. وبعد العام الثالث ارتفع عدد الأطفال الذين تعرضوا للضرب من طرف الآباء إلى 57 بالمئة. ومع مرور الوقت أصبح عدد كبير من الآباء يصفون أبناءهم بالأشقياء.