قال، الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي، ان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "لا يغير شيئا في الوضعية الدولية". وأوضح عبد الله العبيدي في تصريح ل"الصباح نيوز" ان قرار تقسيم فلسطين عدد 181 ل29 نوفمبر 1949 يقر بانشاء دولتين "يهودية وأخرى فلسطينية) ووضع مدينة القدس تحت القانون الدولي، بالإضافة إلى قرار الأممالمتحدة إثر حرب 67 عدد 242 الذي ينص على ان القدس "تحت شرعية دولية"، مضيفا: "اليوم قرار أمريكا لن يغير شيئا في الشرعية الدولية لأن عدة دول كانت لديها سفارتها في القدس وبعد انسحبت وبقيت 3 دول صغرى من جهة أمريكا اللاتينية". كما أشار العبيدي إلى أن قرار ترامب ترحيل سفارة أمريكا إلى القدس لن يقع تفعيله إلا بعد سنوات قد يرحل فيها ترامب، قائلا: "ونحن اعتدنا من الرؤساء الأمريكيين نفض تعهداتهم حتى الدولية منها على غرار اتفاقية "كيوتو" حول البيئة". وفي نفس السياق، أضاف عبد الله العبيدي ان نقل السفارة يتطلب وقتا، مشيرا إلى أن هذا القرار اتخذ منذ سنة 1995 وأوكل تفعيله إلى الرئيس الأمريكي آنذاك والرؤساء المتعاقبين الذين عملوا على تأجيله كل 6 أشهر، ليعلن أمس ترامب عن تفعيله. كما أشار العبيدي إلى مواقف القادة الأوروبيين من الرئيس الأمريكي الحالي، قائلا انهم متقلقون منه. واعتبر العبيدي ان ما تغفل عنه الصحافة العربية والدولية، أنّ ترامب لديه أمور داخلية "محرجة" وهو على "وشك العزل" خاصة بعد تصريح مدير "سي اي اي" سابقا حول تدخل روسيا في الانتخابات الأخيرة، مضيفا: "ترامب في وضع صعب وبهذا القرار غيّر الموازنات داخل المجتمع الامريكي والكونغرس لانحياز جزء كبير منه لاسرائيل.. كما أن ترامب بقراره حاول التقليل من وطأة الورطة في الداخل.. أضف إلى ذلك أنه في حملته الانتخابية تعهد بالاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لاسرائيل". نصف الزعماء العرب في يد أمريكا ومن جهة أخرى، انتقد عبد الله العبيدي موقف بعض الزعماء العرب، قائلا: "نصفهم في يد أمريكا وطالبوا بحمايتها خاصة الخليجييين" كما قال، في إشارة إلى تحرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "ربما الجانب الاسلامي (منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول) الذي تحرك وقد يفضي إلى شيء". الخليج وأمريكا وفي هذا السياق، قال عبد الله العبيدي انه يجب على القادة العرب اتخاذ مواقف ضد أمريكا قد تصل إلى قطع العلاقات خاصة وان هنالك عدة دول ليست لها علاقات كبرى مع أمريكا. ولم يفوّت العبيدي الفرصة لينتقد "عربدة" دول خليجية للاستعانة باسرائيل للتصدي لما تسميه دول الخليج بالنفوذ الإيراني في المنطقة، معتبرا أن هذه "العربدة" مآله "افلاس" الدول الخليجية لأن اسرائيل لن تناهض إيران ولن تخلق عدوا بحجم إيران. كما ذكّر العبيدي بصفقة الأسلحة الأمريكية للسعودية على إثر القمة العربية الاسلامية الأمريكية "الترامبية" بقيمة فاقت ال 400 مليار دولار. العلاقات العربية العربية وفي نفس الإطار، اعتبر عبد الله العبيدي ان الدول العربية مجتمعة أو منفردة بامكانها اتخاذ قرار، مستدركا بالقول: "لكن اليوم نعلم طبيعة العلاقات العربية العربية وعلاقة السعودية بأمريكا". كما قال العبيدي: "القادة العرب عوض التهور واطلاق الصراخ مطلوب منهم تفعيل قوانين وإجراءات ومؤسسات دولية للتصدي لهذا القرار المتنافي مع الشرعية الدولية واحراج أمريكا ومصالحها بمواقف تستند للرأي العام العربي الرافض لهذا القرار وتعبئة الرأي العام الدولي لمناهضة القرار الخارج عن الشرعية.. . ومراجعة جوانب من علاقاتها مع الأمريكيين في ظل حكم ترامب إلى أن تظهر بوادر عودة الرشد إلى السياسة الأمريكية والبيت الأبيض سواء برحيل ترامب أو بتعديل السياسة بحضور ترامب". تونس وقرار ترامب وفيما يتعلق بدور تونس في هذه المرحلة، وطبيعة الردّ الذي يمكن اتخاذه، قال عبدالله العبيدي انه "بإمكان تونس مراجعة صفة الشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة خارج منظومة الحلف الأطلسي، استنادا للصبغة العدائية للعرب والمسلمين لقرار ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل". وأشار العبيدي إلى أن مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب المنعقد في تونس قد يكون مبرمج سابقا تحسبا لانعكاسات القرار الذي اتخذه ترامب وهدد به منذ فترة، وسعيا كذلك لتنسيق المواقف إزاء التحركات الجماهيرية المناهضة لهذا القرار، قائلا: "ولا يستبعد ان يكون هذا القرار احدى نقاط جدول أعمال المؤتمر".