قال الكاتب والصحفي الصافي سعيد أن اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن اعلانا مفاجئا، فهذا القرار اتخذه الكونغرس منذ 22 عاما أي منذ سنة 1995. وأضاف سعيد ل"الصباح نيوز" أن ترامب اختار اللحظة المناسبة لإعلان ذلك في وقت الذي يعيش فيه العرب الدمار من أقصاهم إلى أقصاهم. وأشار سعيد قائلا "رأى ترامب أن يضم إسرائيل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما أحس بأنها اللحظة المناسبة.. فعلا إسرائيل أصبحت ولاية من الولاياتالأمريكية بعد الإعلان الأخير القدس عاصمة لإسرائيل". وتساءل سعيد في هذا السياق "لماذا نحن غاضبون ونتأسف، ولماذا هذا قدرنا وماذا فعلنا بأنفسنا خلال هذا العقد من الزمن؟". وأضاف "صحيح جميعنا متعاطفون مع القضية الفلسطينية، لكن نتساءل أيضا ماذا فعل الفلسطينيون خلال العقد الأخير؟.. كانوا يختلفون ويتفقون ثم يعودون فيختلفون ثم يتفقون.. لقد نسوا بلدهم وقضيتهم". ولاحظ سعيد قائلا "قضية بلدهم أصبحت محل تنافس بين العواصم وخاصة العواصم الخليجية.. يجب أن نلوم الفلسطينيين في هذه الحالة فقضيتهم أصبحت مطية لعواصم أخرى". وواصل سعيد قائلا "رأينا أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) يقول إنه ينتظر صفقة القرن وماهي تلك الصفقة، فماذا كانت صفقة القرن؟ فالصفقة الأولى أي صفقة القرن الماضي كانت وعد بلفور، أما الصفقة الثانية وهي صفقة القرن الحالي فهي اعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل". وأشار سعيد أن الفاعلين في هذه الصفقة ستعقد مع الأطراف الإقليمية كالأردن والعربية السعودية ومع إمكانية مصر كذلك وستعمل تركيا (بالرغم من التحالفات المختلفة التي تعقدها) على أن تكون طرفا فيها، مضيفا أن الأوروبيين فلن يعادوا واشنطن في عقد هذه الصفقة. واستنتج سعيد في هذا السياق أن "الصراع القادم سيتحول الى إيران". واعتبر سعيد أن خيار الدولتين اليوم لم يعد متاحا، فهذا الخيار انتظره العرب طوال 70 عاما ولكن لم يكتب للدولة الفلسطينية أن ترى النور، فاليوم "نرى أرض منتشرة محاصرة بمستوطنات وجيوش على حدودها، يعيش فيها فلسطينيون ليس لهم الحق في حمل السلاح وكأنهم مجموعة حراس لأمن إسرائيل". وأشار سعيد إلى أن هذا المشروع البسيط والتافه والذي ذهب فيه العرب إذا ما فشل يجب العودة إلى البدايات، وأن تنزع الخيار الفاشل والذي لا يصلح لا لضمان حقوق الفلسطينيين. وكشف سعيد قائلا "يجب أن نطالب بخيار الدولة الموحدة العلمانية والقائمة على الديمقراطية وهذا الخيار هو الذي يخيف إسرائيل، يجب أولا أن نعلن أن القدس كذلك عاصمة للعرب ونطالب بنزع الصفة اليهودية لإسرائيل وندخل لانتخابات ديمقراطية". وتساءل سعيد "إلى من يطالبون بحل الدولتين.. أين ستقام هذه الدولة الفلسطينية كيف ستكون بضفة متآكلة قريبة من الصحراء أو بقطاع محاصر؟.. هذا الخيار مفلس. وأضاف قائلا "ليندمج اليهود والعرب وأنا متأكد أن 11 أو 12 مليون من الفلسطينيين سيحسمون أي انتخابات في إطار دولة فاعلة وممركزة وهكذا تنتهي إسرائيل". وأردف سعيد قائلا "كان هذا خيار نائف حواتمة وجماعته من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في السبعينات.. اليوم هناك خيار بالعودة إلى البدايات فلم يعد هناك خيار للصراع". وأشار سعيد أن الربيع العربي ضرب جميع العرب إلا السلطة الفلسطينية وأشار في هذا الإطار بأن على القائمين عليها أن يستقيلوا وأن يتغيروا، وأنه وجب على السلطة الفلسطينية ان ترفض المضي قدما في خيار أوسلو (اتفاقيات أوسلو) ووقفه. وأردف سعيد قائلا "يجب على المقاومة الفلسطينية أن تجتمع وتتفق على مشروع آخر، اليوم يتحركون وليس لديهم أي تصور آخر، ونحن نرى اليوم في ردود الفعل حول اعلان ترامي فأكثر الدول العربية تأصلا في القضية الفلسطينية أعرب فقط عن انشغالها". وأكد سعيد "نطالب بموقف جماعي ورفض للقرار ومن ثم الذهاب في خيار آخر وهو خيار الدولة العلمانية القائمة على نزع يهودية إسرائيل والديمقراطية". وأكد سعيد في نفس السياق أن الخطر القادم سيكون على مكة فبعد بغداد ودمشق وبيروت والآن القدس فالخطر القادم سيكون على مكة، وهذا هو مشروع إسرائيل الكبرى".