قدمت بعثة السلطة الفلسطينية لدى الأممالمتحدة في نيويورك، أمس الخميس، شكوى لدى مجلس الأمن الدولي ضد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن المراقب الدائم لفلسطين لدى الأممالمتحدة، السفير رياض منصور، قوله إن الشكوى تم تقديمها إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، اليابان، وللأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة. وذكر منصور أن الشكوى تعترض على الإجراء الأمريكي ضد القدس وتدعو مجلس الأمن إلى معالجة هذه المسألة الحرجة دون تأخير والعمل بسرعة على الوفاء بمسؤولياته. وأضاف أنه تم الطلب من المجتمع الدولي بضرورة إعادة التأكيد على موقفه الواضح والقانوني بشأن القدس، وعلى رفضه جميع "الانتهاكات" التي تمس بهذا المركز القانوني من أي كان والعمل على إلغاء القرار الأمريكي. وكان ترامب قد أعلن في خطاب له من البيت الأبيض في واشنطن مساء أمس الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ووقع مرسوما بنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وذكر مراسل القدس العربي في الأممالمتحدة أن السفير الياباني، كورو بيسهو، رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، وافق على طلب الوفد المصري بعقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، للتباحث في مسألة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها. وقد انضمت كل من السويد وبوليفيا وفرنسا وإيطاليا والسنغال والمملكة المتحدة وأوروغواي للمطالبة بعقد الجلسة الطارئة المفتوحة. وعلمت "القدس العربي" من مصادر دبلوماسية مطلعة من داخل المجلس أن الاجتماع قد يكون مقتصرا على إحاطة من أحد ممثلي الأمين العام بسبب سفره خارج المنظمة الدولية وسفر وكيله للشؤون السياسة، جيفري فيلتمان، الذي يقوم حاليا بزيارة لكوريا الشمالية. وقد تقتصر الإحاطة على مداخلة من نيكولاي ملادينوف، منسق عملية السلام في الشرق الأوسط وممثل الأمين العام الخاص بالأراضي الفلسطينية المحتلة. كما علمت "القدس العربي" أن جلسة الجمعة لن تناقش أي مشروع قرار أو بيان رئاسي، إذ إن القرار يحتاج إلى تحضير قبل طرحة للتصويت، أما البيان الرئاسي فيحتاج إلى إجماع وهو غير متوفر بسبب الموقف الأمريكي وعن تحرك المجموعة العربية لدى الأممالمتحدة علمت "القدس العربي" أن التقدم نحو مشروع قرار لإدانة هذه الخطوة يتطلب موقفا عربيا موحدا يصدر عن الإجتماع الوزاري للجامعة العربية والمقرر عقده يوم السبت القادم في القاهرة. وكذلك بالنسبة لمجموعة الدول الإسلامية التي تنتظر الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول يوم الثلاثاء القادم. وتقول المصادر الدبلوماسية إن التحرك نحو إستصدار قرار من مجلس الأمن يتطلب أولا أن يكون هناك توافق عليه بين الدول الأربعة عشر باستثناء الولاياتالمتحدة، كي يكون لمشروع القرار وقع مدوٍ كما حدث في القرار المتعلق بالإستيطان 2334 بتاريخ 23 ديسمبر 2016 والذي إعتمد بأربعة عشر صوتا إيجابيا وإمتناع الولاياتالمتحدة. ومن المعلومات التي جمعتها "القدس العربي" يبدو أن هناك دولا داخل المجلس قد لا تقف مع مشروع القرار العربي تحسبا من الموقف الأمريكي وقد تؤثر التصويت ب"إمتناع′′ وهو ما يضعف الزخم الذي يستحقه موضوع القدس. من جهة أخرى من المقرر أن يتحدث في الجلسة الدول الأعضاء فقط ولغاية الآن لم تتأكد مسألة فتح الجلسة لغير الدول الأعضاء لمخاطبة المجلس، إذ إن العديد من الوفود يبدي رغبة في الحديث أمام الجلسة المفتوحة. ودعت بريطانيا، اليوم الخميس، الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى طرح عاجل لمقترحات بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، بعد يوم من اعتراف واشنطنبالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل.