أبرز وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، سمير الطيب، اليوم الأحد، أن منوال التنمية في بلادنا يجب أن يقوم على القطاع الفلاحي كمحرك ودافع أساسي وهو ما تعمل عليه الوزارة في إطار نظرة جديدة تقطع مع حالة التهميش السابقة للمجال ويحتل فيها الفلاح الموقع الرئيسي باعتباره حجر الأساس، وفق تصوّره. واستعرض الوزير، خلال زيارة عمل أداها إلى معتمدية رأس الجبل بولاية بنزرت، أبرز الإجراءات والقرارات المتخذة في المجال الفلاحي على غرار تحفيز كل هياكل التمويل من بنوك خاصة للمساهمة في تمويل المشاريع الفلاحية، باعتبار أن البنك الوطني الفلاحي والبنك التونسي للتضامن لم يعودا وحدهما المعنيين بتمويل المشاريع الفلاحية، مشددا على التزام وزارة الفلاحة بضمان التمويل لكل مشروع فلاحي مدروس جيدا. وأضاف أنه عقب المصادقة على قانون المالية، أصبح صندوق الجوائح الذي طالما نادى الفلاحون بإحداثه حقيقة، وكذلك قانون الاستثمار الفلاحي الجديد الذي يعتبر من القوانين الثورية المحفزة لمهنيي القطاع وخاصة للشباب المدعوون إلى الإقبال على النشاط الفلاحي بمختلف حلقاته الإنتاجية والتحويلية والترويجية، وفق تعبيره. وأشار، في سياق آخر، إلى قرب الانتهاء من إقرار قانون الحيطة الاجتماعية الخاص بالبحارة وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، إلى جانب رصد إعتمادات بقيمة 3 مليون دينار بعنوان قروض ميسّرة، والترفيع في قيمة القرض العقاري من 100 ألف دينار إلى 250 ألف دينار مع نسبة فائدة لا تتجاوز ال3 بالمائة لمدة 25 سنة وإقرار 7 سنوات إمهال، وتغيير منحة الميكنة من 150 ألف د إلى 500 ألف دينار. وبخصوص الموارد المائية، بيّن الوزير انه رغم الوضعية الصعبة التي تعيشها بلادنا بسبب نقص الموارد إلا أن حسن التصرف والإستراتيجية التي اعتمدتها مختلف مصالح الدولة مركزيا وجهويا ومحليا، جعلت من بلادنا مثالا يحتذي بين الدول، وفق تقديره، مشيرا إلى أن مجلة المياه في مراحلها الأخيرة. ودعا في هذا الصدد كل الهياكل والأطراف الرسمية والمجتمعية وخاصة المواطن إلى الحرص على عدم تبذير الثروة المائية والحفاظ عليها، مشددا على أهمية رفع درجة استخلاص الديون، وضرورة انخراط المجامع المائية في منظومة الخلاص من أجل مزيد تحسين الخدمات الفلاحية وتطوير إنتاج المستغلات والرفع من جودة الحياة. وبمناسبة زيارته للمنطقة، اطلع الوزير رفقة والي بنزرت، محمد قويدر، على ظروف وإشكاليات خزن المنتوجات الفلاحية في مركز مختص في الغرض بمنطقة صونين، وذلك قبل الجلوس إلى مختلف الهياكل الفلاحية بالمنطقة بمقر الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية برأس الجبل بحضور ثلة من ممثلي الإدارة الجهوية للتنمية الفلاحية وعضوي مجلس نواب الشعب بشير اللزام وإبراهيم ناصف وعدد من المكونات المجتمعية والمنظماتية. وأكد الوزير على الاستعداد المركزي والجهوي للوزارة للتعاطي بايجابية مع كل خصوصيات المنطقة الفلاحية، وعلى ضرورة القطع مع ظاهرة تشتت المستغلات وضرورة تجميعها، داعيا، في هذا الشأن، أصحاب المستغلات والفلاحين عموما إلى السعي لإحداث شركات تعاونية في الخدمات لتحسين وتطوير مردودية القطاع على مستوى الإنتاج. يشار أن مختلف الحضور من ممثلي الاتحاد المحلي للمنظمة الفلاحية برأس الجبل وبقية الهياكل المنظماتية والمهنية طالبوا الوزارة بالتسريع في حل عدد من الإشكاليات المرتبطة خاصة بالمسالك الفلاحية، ومديونية الفلاح لدى المجامع المائية، ومراقبة المنابت، و الضغط على أسعار مواد التسميد المحلية، وشح المائدة المائية، والترفيع في سعر البطاطا، وصيانة شبكات الري، وتفعيل دور ديوان الحبوب بالمنطقة، وتدعيم ميناء كاب زبيب، و مزيد مراقبة طريقة توزيع الأدوية المدعمة، وتأهيل المسالخ وتنظيم سوق الدواب.(وات)