تبدأ القصة من معاناة شاب أصيل جزيرة قرقنةالتونسية من الناشطين في مجال المجتمع المدني ظل خلال السنوات الأخيرة يدافع عن سلامة جزيرته الهادئة من تسربات نفطية قاتلة أدت إلى المساس بالثروة السمكية للبحارة في جزيرة قرقنة. هذه التسربات النفطية المسؤول عنها شركات نفطية تستثمر في الوسط البحري لجزيرة قرقنة وسط غياب الرقابة من قبل هياكل الدولة التي لا تتابع رفع الضرر البيئي اثر التسربات النفطية و لا تطالب الشركات الملوثة بجبر الضرر و إصلاح أنابيبها لتلافي التسربات النفطية المتلاحقة. احمد تقتق ناشط في المجال الجمعياتي بطل لقصة في فيلم وثائقي استقصائي يتحدث عن التسربات النفطية في جزيرة قرقنة للصحافية مبروكة خذير التي تناولت في فيلم بعنوان «شباك النفط» أنجز بالتعاون مع منظمة المادة 19 ومعهد حوكمة الموارد الطبيعية في تونس، ما شهده أرخبيل قرقنة سنة 2016 من احتجاجات عديدة ضد التلوث الذي خلفته الشركات النفطية متعددة الجنسيات المستقرة بالمنطقة. ينتهي الفيلم باضطرار بطل القصة احمد تقتق إلى هجرة غير نظامية رغم أن لديه أوراق إقامة في ايطاليا لأنه متزوج من إيطالية، غير أن التتبعات العدلية لأكثر من ثلاثين شاب ممن قادوا الحراك الاجتماعي في جزيرة قرقنة جعل شباب الجهة وبحارة جزيرة قرقنة يطالبون برحيل هذه الشركات باعتبارها المتسبب الأول في الضرر الذي طال شواطئ الجزيرة وثرواتها السمكية. «شباك النفط Fuel Fishing « فيلم وثائقي استقصائي للمخرجة فتحية خذير مدته أربعون دقيقة يحاول الكشف عن الحقيقة وراء أكبر حادثين شهدتهما الجزيرة سنتي 2010 و2016 وعرض تأثيراتها على الشواطئ والأهالي هناك. وتتحدث الصحفية مبروكة خذير عن أن أكبر التحديات التي واجهتها في انجاز التحقيق هي النفاذ إلى المعلومة إذ يتحدث الشريط عن تسربات نفطية عانت منها جزيرة قرقنة الواقعة شرقي مدينة صفاقس في السنوات الأخيرة غير أن وزارة البيئة و التنمية المستدامة سيما وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي المكلفة بالمراقبة في ما يخص التسربات النفطية لم تستجب لطلبات النفاذ إلى التقارير الفنية التي تبين متابعة التسربات النفطية و إلزام الشركة الملوثة بعدم تكرارها في المستقبل كما يشير الشريط إلى أن نقص الرقابة عمق الأزمة سيما في ظل الحديث خلال الأسابيع الأخيرة عن نفوق للأسماك و الإسفنج و تلوث بحري يؤرق بحارة جزيرة قرقنة . هذا كما لم تتجاوب شركة طينة للخدمات البترولية TPS إلى طلب الصحفية مبروكة خذير النفاذ إلى تقارير الصيانة للأنابيب التي تنقل النفط في عرض البحر في ظل وجود اتهامات للشركة بعدم صيانة معداتها ما جعل التسربات النفطية تتكرر بشكل متفاوت بين سنتي 2010 و 2016. أما الشركة التونسية للأنشطة البترولية فقد تجاوبت مع طلب فريق العمل توضيح المسائل والرد على الاتهامات نافية أن يكون عياب الصيانة سببا للتسربات النفطية كما أكد المدير العام للشركة التونسية للأنشطة البترولية في الفيلم الاستقصائي ان الشركة التونسية للأنشطة البترولية حريصة على مراقبة سلامة أنابيب شريكها في الإنتاج شركة طينة للخدمات البترولية. هذا وقد طالب خبراء في المجتمع المدني و مختصون في العقود البترولية ممن أعطوا شهادات لهم في فيلم «شباك النفط» بان تكثف الدولة التونسية رقابتها على الشركات البترولية و تطالبها بتحمل مسؤوليتها البيئية من اجل عدم تكرار تسربات نفطية اخرى تضر بمصدر العيش الوحيد لبحارة جزيرة قرقنة. للتذكير فقد عرض فيلم «شباك النفط» في إطار دورة تدريبية تنظمها منظمة المادة 19 في تونس بشان حق النفاذ للمعلومة لعدد من الصحافيين من العالم العربي، وقد أثار نقاشا بشان ما طرحه من إشكاليات سيما التلوث البيئي الذي تسببه التسربات النفطية في جزيرة قرقنة التي ما فتات تعيش على وقع احتجاجات شعبية من اجل المطالبة بالتنمية والتشغيل وحماية المحيط البحري في ارخبيل تستثمر فيه اربع شركات عالمية في مجال التنقيب عن النفط و الغاز الطبيعي.