يحاول أسامة الجويلي آمر المنطقة العسكرية الغربية التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، بسط سيطرته على المنطقة الغربية انطلاقا من جنزور وحتى معبر رأس جدير الحدودي مع تونس. وأعلن أسامة الجويلي مساء الخميس إطلاق عملية عسكرية قال إنها تهدف إلى بسط الأمن في المنطقة الغربية. وأوضح في تصريحات لقناة النبأ الناطقة باسم تيار الإسلام السياسي في ليبيا أن "لعملية الأمنية تجري بالتنسيق بين غرف أمنية في معظم مدن المنطقة الغربية". وقالت وسائل إعلام محلية إن الجويلي قام مؤخرا بعدة زيارات إلى مدن وبلدات في الغرب الليبي آخرها بلدة رقدالين القريبة من الحدود التونسية يأمل خلالها حشد الرأي العام، وإقناع الكتائب المسلحة بالانضمام تحت لواء الغرفة الأمنية. وبدأ الجويلي فجر الجمعة تنفيذ خطته بمحاولة السيطرة على معبر رأس جدير الحدودي مع تونس والذي تسيطر عليه قوات تابعة للمجلس العسكري لمدينة زوارة منذ سنة 2011. واشتبكت القوات التابعة للجويلي مع كتائب زوارة في منطقة أبوكماش، قبل أن تنسحب بعدما تكبدت خسائر في العتاد والأرواح. وقال المركز الإعلامي لمدينة زوارة في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك إن قواته نجحت في تكبيد قوات الجويلي خسائر فادحة وطردها إلى المناطق التي جاؤوا منها. واعتبر ما وصفه ب"الاعتداء الغاشم" ترويعا لسكان المنطقة ومحاولة لتدمير الممتلكات العامة. وأكد شهود عيان على سقوط قتيلين وعدد من الجرحى إثر مواجهات مسلحة في محيط معبر رأس جدير بين كتيبة الجويلي وعناصر من الأمن الموجودين في المعبر. وقال مصدر في الديوانة (الجمارك) التونسية بمعبر رأس جدير، طلب عدم ذكر اسمه، إن "كتيبة الجويلي هاجمت معبر رأس جدير فجر الجمعة باستعمال الأسلحة الثقيلة، واشتبكت بشكل مباشر لأكثر من ساعة مع رجال الأمن الموجودين بالمعبر". وأضاف أن "كل الأمنيين اللّيبيين هربوا إلى الجانب التونسي من المعبر فيما تم إيقاف العمل به من الاتجاهين، بشكل كلي، قبل أن يستأنف بشكل ظرفي للسماح للتونسيين بالمرور". ورغم تأكيد الجويلي على أن العملية تهدف إلى بسط الأمن في المنطقة الغربية إلا أن المراقبين أكدوا أن لها أهدافا أخرى من بينها وضع حد لعمليات التهريب. ويتهم الكثير من الليبيين الميليشيات التابعة لمدينة زوارة الأمازيغية بامتهان تهريب الوقود والسلع المدعمة نحو تونس، ما يدر عليها الملايين من الدولارات سنويا. واستنكر المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا في بيان له ما وصفه ب"الهجوم السافر" على بلدية زوارة ، معتبراً إياه تهديدا لجميع أمازيغ ليبيا المؤيدين للوفاق الوطني. وحمل البيان حكومة الوفاق وبعثة الأممالمتحدة مسؤولية الهجوم على منطقة أبوكماش، مطالباً بسحب من وصفها ب"القوة المعتدية" فورا. وحذر المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا الجميع بأن هذه التحركات قد تكون بوادر لحرب أهلية عرقية لا تخدم الوطن. وينحدر أسامة الجويلي من مدينة الزنتان التي لديها خلافات تاريخية مع الأمازيغ ومع مدينة زوارة تحديدا. وتستهدف العملية التي أطلقها الجويلي أيضا قطع الطريق على القوات التابعة للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر من دخول طرابلس. ويؤكد هؤلاء أن الجويلي ينفذ خطط تيار الإسلام السياسي تحت غطاء حكومة الوفاق، وهي الخطة التي بدأها منذ سيطرته على منطقة ورشفانة بتعلة تطهيرها من المجرمين والخارجين عن القانون. وقالت تقارير إعلامية إن القيادة العامة للجيش رفعت درجة الاستعداد والنفير إلى أقصاه في قاعدة "الوطية" الجوية، وغرفة عمليات المنطقة الغربية.