مع كل فترة انتقالات للاعبين،يكثر الحديث عن سيل كبير من العروض الكبيرة والمغرية من فرق أوروبية لأبرز اللاعبين في البطولة التونسية،ولكن المحصلّة في النهاية عادة ما تكون مخيبة للآمال بما أننا لم نسجّل إلى غاية اللحظة أي انتقال معتبر للاعبين من البطولة التونسية باستثناء بعض الحالات القليلة التي نجحت في تثبيت أقدامها في الملاعب الأوروبية على غرار زبير بية وعادل السليمي وزياد الجزيري وحاتم الطرابلسي وأيمن عبد النور الذي يبقى من أفضل سفراء الكرة التونسية في الخارج إن لم يكن أفضلهم رغم كل ما يلقاه من جحود وحملات للتشويه والتقليل من المسيرة التي نحتها إلى غاية اللحظة. الوضعية في الميركاتو الحالي لم تختلف كثيرا عن سابقيه،فعلى الرغم من الترويج لعروض كبيرة لياسين مرياح ومحمد أمين بن عمر وحمدي النقاز وطه ياسين الخنيسي وفخر الدين بن يوسف وآخرهم التونسي الجديد فوسيني كوليبالي،فإننا لم نسجل بعد أي تعاقد جديد باستثناء توقيع حمدي النقاز للزمالك المصري الذي بات يعد رقما عاديا في البطولة المصرية،بل أن بعض الفرق سارعت لتكذيب كل الأخبار التي تحدثت عن اهتمامها بلاعبين من البطولة التونسية على غرار ما يحصل الآن مع نادي لوكوموتيف موسكو الذي نفى مسؤولوه اهتمامهم بلاعب النجم محمد أمين بن عمر وتقديمهم لعرض بست مليارات لانتدابه،فالرصيد البشري لهذا الفريق يضم 14 لاعبا في وسط الميدان وهو ما يعني بأنه ليس في حاجة لانتداب لاعب ارتكاز رغم القيمة الفنية الكبيرة لبن عمر الذي يبقى من أبرز المواهب في البطولة التونسية المصنفة الأولى عربيا حسب الجامعة والأضعف حسب مدرب المنتخب نبيل معلول وهو ما برر به جمع اللاعبين المحليين في تربص ب18 يوما في الدوحة. نانت،سترازبورغ ،تولوز،هرتا برلين،شتودغارت،ملقا وغيرها من الفرق التي ربط أسماءها بلاعبين تونسيين ولكن بقي كل هذا مجرد حبر على ورق ومجرّد عروض وهمية اختص بعض الانتهازيين وبعض السماسرة وبعض المدربين وأيضا بعض الصحفيين في الترويج لها من أجل الرفع في أسهم بعض اللاعبين الذين فشل عدد منهم في فرض أنفسهم في بطولات أوروبية متواضعة وعادوا سريعا إلى البطولة التونسية التي يقبع أفضل مواهبها في فرق خليجية لا يفوق مستواها مستويات الفرق التونسية التي يجب على مسؤوليها مضاعفة الجهد من أجل العناية بلاعبيها وخاصة الاعتماد على أشخاص مختصين في عملية التسويق حتى لا يكونوا عرضة لعمليات تحيل من قبل بعض الأطراف التي لا تعنيها القيم والأخلاق و مصالح اللاعبين والجمعيات بقدر ما يعنيها وقع الدينارات والدولارات. ختاما ورغم يقيننا بأن السواد الأعظم من العروض التي يتم الترويج لها هي من نسج خيال بعض السماسرة،فإن نرجو أن يصدق البعض منها حتى نرى بعضا من لاعبينا في بطولات كبيرة على غرار ما يحدث مع اللاعبين المصريين والجزائريين الذين باتوا أهداف حقيقية لكبرى الفرق الأوروبية