كان أمل كل التونسيين بكامل الشرائح العمرية وبكافة انتماءاتهم ان تحقق لهم ثورة "الياسمين" او ثورة "الكرامة والحرية"، مكاسب عديدة. ولكن بعد عامين من الثورة يبدو انّ بعض التونسيين فقدوا الامل حتى في تحقيق المطالب الاساسية التي قامت من اجلها الثورة ومنهم من يعتقد انّ تونس لم تعش ثورة اصلا، "الصباح نيوز" رصدت اراء بعض النقابيين حول ما تحقق وما لم يتحقق من اهداف هذه الثورة نقابة الصحفيين: ثورة 14 جانفي = حرية التعبير وقد أفادنا الكاتب العام لنقابة الصحفيين المنجي الخضراوي انّ اول ما يتبادر الى الذهن عند الحديث عن ثورة هي حرية التعبير باعتبار ان قطاع الاعلام يعد من بين اهم القطاعات التي استطاعت ان تتميّز رغم النقائص ورغم الاخلالات واضاف محدّثنا انّ هناك خشية وخوف على مستقبل تونس امام المؤشر السلبي للاقتصاد وللثقافة وهو ما انعكس سلبا على الحراك الاجتماعي الذي اصبح يتسم بالصدامية والعنف في اكثر الاحيان والسلبي في هذا الباب هو حالة التقسيم الذي اصبح يعيشه ابناء الوطن الواحد اذ تم اقحام عنصر الهوية اقحاما متعمدا ما نتج عنه حالة من الالغاء ونفي الآخر وهو ما يهدّد وحدة النسيج الاجتماعي الذي ينعكس بدوره على كل ما هو اقتصادي ويعمق الاخلالات الثقافية بكل معانيها. وشدّد الخضراوي انّه لتجاوز هذه الاشكاليات لابد من الدفع نحو قبول الآخر مهما كان مختلفا، والاقتناع بانّ الحقيقة لا يملكها احد وان تصبح الدولة هي المحتكر الوحيد للعنف الشرعي وعندها ستتأسس جمهورية ديمقراطية. واشار كاتب عام نقابة الصحفيين انّه يجب تأسيس اقتصاد في خدمة المواطن وليس اقتصادا يدمر الطبيعة ويزيد الغني غنا والفقير فقرا. نقابة التعليم الاساسي: وضع التعليم اسوء من قبل من جانبه صرّح الطاهر ذاكر الكاتب العام للنقابة العامة التعليم الاساسي لل"الصباح نيوز" انّ الانجاز الوحيد الذي حققته تونس بعد الثورة هو حرية التعبير الذي يأمل ان يتواصل وان لا يضيع كباقي اهداف الثورة من تنمية وتشغيل وكرامة وطنية والانتقال الديمقراطي. واكّد الطاهر ذاكر انّه حتى على مستوى المجلس التأسيسي فانّ الامل قد خاب حيث انّه لم يتمكن من انجاز مهمته وهي كتابة دستور يرتقي الى مستوى طموحات الشعب التونسي وقال محدّثنا: "خوف شرعي وكبير نعيشه اليوم على تونس". اما بالنسبة للتعليم فقد شدّد انّ هذا القطاع لم تمر عليه ثورة بل تأزم اكثر من ذي قبل لانه لم يشهد تحسنا وان المنظومة التربوية لم يتغيّر فيها شيء على مستوى المناهج والكتب الدراسية والبرامج وتقييم فكلها بقيت على حالها. كما شدّد انّ المنظومة التربوية اليوم وضعها اسوء من وضعها قبل الثورة وخير دليل على ذلك انّ السنة الدراسية الحالية تعتبر اسوء سنة دراسية مرت على تونس منذ الاستقلال معتبرا انّ الحكومة الحالية فشلت فشلا ذريعا وملموسا لا يستطيع احدا نكرانه. وقال الكاتب العام للنقابة العامة التعليم الاساسي ان النقابيين كانوا يأملون ان يعرف الحق النقابي بعد الثورة دفعة جديدة وتطور الا انّ العكس هو الحاصل حيث تم الاعتداء على النقابيين في اكثر من مناسبة كما تم الاعتداء على الاتحاد العام التونسي للشغل وهو ما يتناقض مع اهداف ثورة الكرامة. نقابة قوات الامن الداخلي: بعض السياسيين الطامحين في نيل الكراسي هدفهم هرسلة المؤسسة الامنية وبالنسبة لنقابة قوات الامن الداخلي فقد اكّد عماد الحاج خليفة الناطق الرسمي باسمها، لل"الصباح نيوز" انه وبعد مرور عامين عن الثورة فانّ نقابة قوات الامن لم تحقق ما كانت تطمح اليه من مكاسب بالنسبة للاعوان. وقال انهم نجحوا فقط في تكوين نقابة يمكنها ايصال صوت الامنيين ومشاغلهم واهتماماتهم، وان مطلبها الوحيد هو ارساء امن جمهوري ومحايد مهمته خدمة المواطن وولاؤه الوحيد للوطن ولكنهم لاحظوا انّ اطرافا سياسية لازالت تحاول جر هذه المؤسسة الامنية في متاهات، وطالب محدّثنا هذه الاطراف بالكف عن المزايدة على هذه المؤسسة وان تهتم بشؤونها السياسية وان تعمل على تحقيق ما وعدت به المواطن التونسي من انجازات وتطلعات مؤكّدا لها ان الامنيين لن يقعوا في هذا الفخ مجددا لانّهم عوّلوا على السياسيين في العهد السابق ولكنهم وجدوا انّ هذا الطريق مسدود. واشار عماد الحاج خليفة انّ ما يحز في انفسهم كنقابة انّ اعوان الأمن يتعرّضون يوميا للهرسلة والاعتداءات مبرمجة ولكنهم لم يجدوا اذانا صاغية من مكونات المجتمع كما يحز في انفسهم ان بعض السياسيين الطامحين في نيل الكراسي يعتمدون اسلوب اعتلاء صهوة المؤسسة الامنية بمهاجمتها وهرسلتها لتحقيق اهدافهم. اتحاد عمال تونس: صرحنا سابقا انّ الشعب سيندم على نظام بن علي تحدّث علي الضاوي كاتب عام مساعد اتحاد عمال تونس لل"الصباح نيوز" بكل تشاؤم مؤكّدا انّ تونس لم تقم بثورة للحديث عن اهدافها لانّ ما حصل في جانفي 2011 هو انّّ اناس جياع نزلوا الى الشارع مطالبين بالخبز فتواصلت الاحتجاجات حتى سقط نظام كامل. وشدّد علي ضاوي انّ الحالة في تونس اليوم اصبحت اسوء فالمرض انتشر والجوع والفقر ازداد وتابع قائلا:" لقد صرّحت من قبل انّ الناس ستندم على نظام بن علي". واشار الكاتب العام المساعد، انّ اتحاد عمال تونس مقصي من الساحة النقابية والحكومة غير معترفة به اصلا لذا فانّ لاشيء تحقق من هذه الثورة بل الامور ازدات سوء.