التأمت صباح الجمعة بتونس أعمال المؤتمر الفكري حول "المسرح في علاقته بالسلطة" وذلك ضمن الدورة العاشرة للمهرجان العربي للمسرح (16/10 جانفي2018). برنامج المؤتمر الذي تابعه عدد من المسرحيين والنقاد والاعلاميين وضيوف المهرجان تضمن مجموعة من المحاضرات العلمية التي بحثت فى عدد من التجارب المسرحية العربية التي اشتغلت على ثنائية "السلطة" و"المعرفة" فى الفن الرابع، وأبرزت بالخصوص أن النص المسرحي العربي حاكى المسرح العالمي وتناول اشكالية العلاقة بين الحاكم والسلطة السياسية والدينية والمجتمعية والأخلاقية، وتناولت عشرات الأعمال المسرحية العربية لمسرحيين عرب من اجيال ومدارس مسرحية ونقدية مختلفة هذه المسألة من زوايا متعددة. الباحث التونسي حمدي الحمايدي أوضح أن "مسرحة السلطة" هي أساسا جزء من كتابة الواقع وأن هذا الجزء له خصوصية معينة لها طابع فني فرجوي على اعتبار أن كتابة الواقع قد تخضع إلى عملية نقد أو مراجعة أو تغيير أو إعادة بناء للأحداث وأدوار الشخصيات فيها وفق رؤية مغايرة بروح فنية خالصة. وأضاف أن مفهوم مسرحة السلطة مر بمرحلتين أو منوالين، الأول استلهم مواضيعه من التاريخ والميتولوجيا يعتمد على التراجيديا ويركز على السلطة ومن يمارسها، والثاني ركز على مفهوم السلطة المتفشية. وهنا تم التخلي عن الاستلهام بالتاريخ وظهر مفهوم "التاريخانية". وبين أن العديد من النصوص المسرحية العالمية على غرار "الملك اوديب" للكاتب سوفوكليس و"كاليغولا" لالبار كامو وكذلك العربية على غرار نص "براكسا أو مشكلة الحكم" لتوفيق الحكيم و "مراد الثالث" للحبيب بولعراس تناولت علاقة السلطة بالحاكم من منطلقات مختلفة مشبعة بالرمزية. وتحدثت الناقدة المسرحية اللبنانية وطفاء حمدي عن حركة النقد المسرحي النسوي فى العالم العربي وقالت ان الهدف من اختيارها لهذا الموضوع ليس من باب مقاربات النوع الاجتماعي او بحثا عمن تميز فى هذا الموضوع الرجل او المراة بل هو رغبة منها فى نفض الغبار عن نساء مسرحيات عربيات مارسن النقد المسرحي منذ سنوات طويلة لكن بقين بعيدا عن الاضواء ودون ان يحظين ببعض الاهتمام والدراسة. وبينت ان هذا "التغييب" لدور حركة النقد المسرحي النسوي فهمه البعض على انه "مواصلة" للسلطة الذكورية مؤكدة على ضرورة الاعتراف بالطرفين المراة والرجل وبدورهما فى هذه الحركة ومن المهم قبول الاختلاف بينهما - إن وجد - ضمن سياق فكري لا اكثر. وذكرت أنها اشتغلت على سبعة نصوص مسرحية أربعة منها لكاتبات عربيات، وخلصت الى ان النص المسرحي النسوي (الذي كتبته نساء) بصفة عامة أخرج المرأة في ثوب الكائن المستضعف المقهور المغلوب على أمره.