تشارك المسرحية العراقية «رائحة حرب» في الدورة العاشرة للمسرح العربي بتونس وقبل عرضها المبرمج ليلة السبت الثامنة والنصف ليلا بالمسرح البلدي، تحدث صناعها عن تفاصيل العمل في ندوة صحفية احتضنها مركز المؤتمرات ب»الأفريكا» صباح اليوم. يقول مخرج «رائحة الحرب» عماد محمد في سياق حديثه عن هذه التجربة الجديدة لفرقة الوطنية للتمثيل بالعراق أن البناء الدرامي للنص غير التقليدي جعله يبحث عن مستويات داخل العرض تبرز حداثة هذا النص وترتقي لمستوى الاشتغال المسرحي خاصة وأن «رائحة الحرب» يحمل خصوصية جديدة مقارنة بأعماله سابقة وهي التشارك على مستوى التأليف بين كل من العراقي مثال غازي والتونسي يوسف بحري عن رواية «التبس الأمر على اللقلق» للروائي الفلسطيني أكرم مسلم. وعن مسألة اشتغاله على التقنية الرقمية في هذا العرض، كشف المخرج عماد محمد أنه يفضل اعتماد هذه التقنية في أعماله غير أن حضورها في «رائحة الحرب» سيكون أثرى معتبرا التجربة بأكملها غير مألوفة وجديدة بالنسبة لخيارات الفرقة الوطنية للتمثيل. من جهته، أوضح الكاتب الفلسطيني أكرم مسلم أن روايته «التبس الأمر على لقلق» مستوحاة من البيئة الفلسطينية ومبنية على فكرة رئيسية وهي الانقسام بين مكانين انطلاقا من حكاية أسير فلسطيني وعلاقته مع ابنه إذ يشعر الصغير أنه هو المحبوس بعد أن يزو والده ويلعب معه وراء القضبان فالحرية في ذهنه مربوطة بمكان وجود الأب لا بعيدا عنه وبالتالي حاول في هذا العمل الروائي التعمق في أزمة الأماكن والهويات. مضيفا أن لا علاقة له بالمسرح إلا من خلال أصدقاء وجدوا في الرواية جانبا مسرحيا يرغب بدوره في اكتشافه بعد تحول روايته لنتاج مسرحي. أمّا الفنان عزيز خيون فشدد على أن المسرح هو تجسيد للثقافات والمعرفة وأن لقاء روائي من فلسطين وكاتب من تونس مع مخرج عراقي يعتبر عملية مهمة فنادرا ما تقدم أعمال عربية مشتركة ماعدا تجربة يتيمة أقدم عليها سنة 1987 الكاتب الكبير سعد الدين وهبة قائلا في هذا الإطار :» لقد ظننا أن مسرحية سعد الدين وهبة التي شاركت فيها عشر دول عربية ستفتح نافدة إبداعية جديدة لكن للأسف التجارب تغادر مع روادها.» وبدورها دعمت الفنانة عواطف نعيم هذا الموقف الفني والفكري مضيفة أن المسرح نصوص ورؤى وتلاقي ممكن وهو نوايا بين الخشبة والصالة وبالتالي فهي تعتبره مكانا للبوح والحوار والجدل قائلة :» ما أغرني بالتمثيل في هذا العمل رغم أني أكتب أعمالي وأخرجها هو ما لمسته من نقاط تلاقي في التجربة، فلسطين الجرح العربي ، تونس التي تمر بمخاض رهيب والعراق تلك الأرض الساخنة التي تعيش الموت اليومي المجاني فهذه التجربة بالنسبة لنا ونحن سعداء بها تقدم للجمهور مسرحا ينتمي للإنسان العربي.» تجدر الإشارة إلى أن مسرحية «رائحة الحرب» المتنافسة على جائزة الشيخ سلطان القاسمي لأفضل عمل عربي مسرحي لعام 2017 ، تطرح في مشاهدها علاقة شخصيات ثلاث بالحرب بين جنرال سلفي يشتم رائحة الحروب في كل مكان وجدة خائفة على حفيدها من ويلات مستقبلا مقلق يغذيه ماض مظلم مدمر يجسد أدوار «رائحة الحرب» كل من المسرحي القدير عزيز خيون، الممثلة والكاتبة عواطف نعيم والفنان يحيى إبراهيم