كان من المتوقّع اليوم أن يكون الحضور أمام سفارة المملكة العربية السعودية بتونس مكثّفا للمطالبة بتسليم المخلوع بعد أن كان حزب المؤتمر من أجل الجمهورية دعا الى وقفات احتجاجية أمام كل سفارات المملكة السعودية في العالم أجمع ... ومن هذا المنطلق كان من المتوقّع أن يكون الحضور مكثّفا على اعتبار أهمية الدّعوة وشموليتها لكل العواصم العالمية غير أن المفاجأة كانت مفزعة فقد كان عدد الحضور أقل من عدد أعوان الأمن إذ اجتمع بالكاد ثلاثون شخصا مقابل ما لا يقل عن عشرين صحفي رافعين شعارات تطالب بتسليم المخلوع بعيدا عن مدخل السفارة الذي كان مغلقا ومطوّقا برجال الأمن . ولم يسجّل حضور أي من كبار مسؤولي حزب المؤتمر باستثناء حضور خالد الكريشي القيادي بحزب الشعب . وإن دلّ هذا الحضور المحدود فإنما يدلّ على شيئين لا ثالث لهما هو أن حزب المؤتمر فقد بريقه وقاعدته الشعبية أم أن التونسي بما في ذلك قاعدة المؤتمر لم يعد يهمّه أمر إرجاع بن علي لمحاكمته . لكن في المحصلة فان بن علي ان شاهد هذه الوقفة فانه بعد ان يستلقي على ظهره ضحكا فان الامل يعاوده للرجوع الى تونس و مباشرة الحكم فيها من جديد رجاؤنا للمؤتمر ولكل الاحزاب السياسية التي تطالب بمثل هذه الوقفات الاحتجاجية ان تعد لها كما يجب او ان تطرح من ذهنها هذه الافكار التي تضر بالثورة اكثر مما تنفعها