كشفت النائب بمجلس نواب الشعب والمقرّرة بلجنة التحقيق حول شبكات التسفير إلى بؤر التوتر ليلى الشتاوي منذ يومين أن أبحاث اللجنة أظهرت أن في التسعينات كانت خليّة إرهابية واحدة فقط في الجزائر تضم بعض التونسيين. وأفادت الشتاوي خلال استضافتها باذاعة "جوهرة" انه كان من بين عناصرها الإرهابي التونسي أبو عياض ووزير تونسي سابق عيّن على رأس وزارة بعد سنة 2015، وكان متواجدا في التسعينات في مدينة وجدة التي تقع شرق المغرب على الحدود الجزائرية، بصدد مواصلة دراسته. ولئن أكدت الشتاوي أنه مازال متواجدا على الساحة السياسية التونسية، وتحفظت عن كشف هويته ، يبدو انها كانت تقصد بكلامها القيادي بنداء تونس والوزير السابق خالد شوكات الذي تحدثت معه "الصباح نيوز" في هذا الموضوع . - النائبة ليلى الشتاوي صرحت بان هناك وزيرا في حكومة الحبيب الصيد كان عضوا في خلية ايو عياض الإرهابية بوجدة؟ انه تصريح يمثل برأيي منتهى الافتراء والتضليل والبهتان، وهو يكشف عمق المستنقع الذي انحدرت اليه الحياة السياسية، او ما يمكن ان نسميه ب"ديمقراطية العبث"، الناتجة اساسا عن التحالف غير المعلن القائم بين نوعين من الرداءة، فهو افتراء لأنه يفتري على حكومة سي الحبيب الصيد التي انقلبت الموازين في زمنها على الارهاب وتحققت فيها ملحمة بنقردان التي أسقطت المشروع الداعشي الإرهابي ليس في تونس فحسب بل في العالم العربي كله، وهي الحكومة التي نجحت في توفير جل الشروط التي من خلالها أعيد تأهيل المؤسستين العسكرية والأمنية وتزويدها باحدث الأسلحة والتجهيزات لخوض هذا النوع من الحروب غير التقليدية، وقد عملت بجميع مكوناتها من اجل التصدي لاهم التحديات التي تواجهها بلادنا، وهو تضليل الرأي العام لانه يقوم على تسخير وظيفة نيابة الشعب لتصفية حسابات خاصة قوامها الولع بالإثارة الكاذبة، حيث لم تناقش لجنة التسفير القضية لان الموضوع لا يعنيها، كما انها لا تملك اي قدرة على التحقيق في السير الذاتية لاعضاء الحكومات المتعاقبة، وكل ما هناك احدهم من خارج المجلس قد أعطى هذه النائبة نسخة من مقال كنت نشرته في المغرب سنة 2013، ليست لها قدرة على فهمه لانه مقال فكري في نقد السلفية الجهادية التي يتبناها ابو عياض، وقيل لها انه دليل على انتماء كاتبه لخلية ابو عياض، حتى تحول الامر الى ما يشبه فيلم عادل امام عن الارهاب وتكون معه صاحبة التصريح في دور "نائبة الكباب" التي سمحت لنفسها بالحديث فيما لا تفقه وتقع في اخطاء مخجلة بموضوع يفترض ان تلم فيه بالحد الأدنى من الاطلاع على تاريخ الجماعات الاسلامية المتطرفة وتاريخها وقياداتها، لكنّنا في زمن نوّاب الجهل وساسة الاكتفاء بالعناوين والتطاول على المناضلين المفكرين. - وما هو رأيك اذا في لجان التحقيق البرلمانية عامة، ولجنة التسفير خاصة؟ لجان التحقيق البرلمانية مقاربة جديدة في تونس تتطلب توفير الشروط لها حتى تنجح، وكأي ممارسة جديدة فإنها معرضة لكثير من المشاكل، من بينها تواضع التكوين العلمي والمعرفي لعدد كبير نوّاب الشعب الذي رمت بهم الاقدار خطأ في هذه السياقات، وعدم قدرتهم على فهم وظيفتها الأصلية، ناهيك عن قدرتهم على القيام بواجبهم داخلها، وبالنظر الى تجربتي كنائب ثم كوزير مكلف بالشؤون النيابية، فانني أتجرأ على القول بان ما شكل من لجان الى اليوم كان فاشلا، وفِي مقدمة هذه اللجان اللجنة التي شكلت للبحث في تسفير الشباب التونسي الى مناطق القتال، والتي حولها البعض الى ادوات لاثارة الإشاعات ومزيد ارباك المشهد السياسي دونما أدنى التزام باليمين ومقتضيات الاخلاق والنزاهة، سعيا الى بطولات وهمية ونضالات مفتعلة. - هل تعتقد انها منخرطة في تصفية بعض الحسابات السياسية؟ ان ابرز مثال على هذا الانخراط هو ما تفوهت به نائبة "الكباب" التي طلب منها تصفية الحساب مع رجل ناضل اكثر من ربع قرن ضد التطرف ومن اجل الديمقراطية والسلام، بقلمه ولسانه، بكتبه ومقالاته وأنشطته الثقافية والفنية، وكان ابرز من تصدى للهجمة الداعشية والإرهابية على بلادنا، في وقت لم يسجل التاريخ اي موقف لساسة الصدفة، هؤلاء الذين لا يستطيعون قراءة مقال فما بالنا بهم يكتبون الكتب او ينظمون أنشطة او يواجهون فكرا متطرفا، ففكر داعش والجماعات الإرهابية لا يمكن ان تواجهه مثل هذه الكائنات التي لم يعرف لها انتاج ذهني او معرفي، بل واجهه امثالنا ممن ساهم في تجديد الفكر الوطني الاصلاحي المستنير ونقض الافكار المضللة بالحجة والبرهان والعلم النافع والاخلاق الرفيعة والعمل الصادق. - وماهي دوافعها الى مثل هذا التصريح؟ هناك رغبة لدى عديد الأطراف لضرب اصحاب الايادي البيضاء والمشاريع السياسية ذات المرجعية المعرفية، ولا شك انه ليس ثمة ما يزعج الرداءة والضحالة والفساد قدر المعرفة والعمق ونظافة اليد، وكما هو معروف فان العملة السيئة عادة ما تعمل على طرد العملة الحسنة، لان العملة الحسنة تعري العملة السيئة، واستمرار هؤلاء مرتبط بإفراغ الساحة من اهل العلم والمعرفة والاخلاق. - هل للأمر علاقة بالانتخابات البلدية القادمة؟ اكيد ان جزء من الامر مردّه الانتخابات، اذ هناك حملة واضحة على جل القيادات الندائية فمن لم يشوهوه بالفساد يعملون على تشويهه بالارهاب، لكني على ثقة من ان الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس سيمكث في الارض. - وكيف هي استعدادات النداء لمثل هذا الحدث؟ على قدم وساق، ونحن مؤهلون لعدة اعتبارات للفوز بهذا الاستحقاق، فالنداء استوعب جميع الضربات والضربة التي لا تقصم الظهر تقوي، وان شاء الله سنخوض هذا الاستحقاق بكل ثقة في النفس وجدية في العمل، وأول رهاناتنا ان نحقق وعدنا بالترشح في قوائم ندائية في جميع الدوائر، ولاحقا الفوز باكبر عدد من البلديات.