تكبّد، اليوم الخميس، كل من تنقّل بسيّارته من شمال مدينة تطاوين إلى جنوبها أو في الاتجاه العكسي مشقة كبيرة بسبب غلق للطريق الوطنية رقم 19 وحتى الدولية التي تفضي إلى ليبيا عبر تطاوين، لتنظيم الاستعراض الافتتاحي للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية ممّا عطّل حركة المرور وتسبّب في ضياع الكثير من سوّاق السيارات في الأحياء المجاورة بحثا عن مسلك لعبور المدينة وهو ما تم بصعوبة كبيرة للشاحنات الثقيلة ومن لا يعرف المدينة وشعابها. وذكر بعض من التقاهم مراسل "وات" في الجهة، أن هيئة المهرجان التي ارتأت تنظيم الاستعراض وسط مدينة تطاوين كان عليها اختيار مكان آخر لا يعرقلحركة المرور على مستوى الطريق الوطنية رقم 19 باعتباره الشريان المروري الحيوي في المنطقة. ولتجنّب اختناق حركة المرور في مدينة تطاوين الذي أصبح واقعا لا يختلف فيه اثنان وأصبح عبورها أو حتى التنقل داخلها يحتاج الى صبر كبير واحتمال لكل انواع المخالفات المرورية والسلوكية نتيجة التوتر الشديد الذي يصيب كل سائق عربة وحتى مرافقيه، وفق ما أكده عدد من السواق الذين افادوا بان الأسباب عديدة، منها الارتفاع السريع في حجم أسطول السيارات والشاحنات مع عدم إمكانية توسيع الشوارع والطرقات والمفترقات داخل المدينة وخاصة وسطها، كما أن غياب المرابض والمساحات الكافية لاستيعاب العدد الهائل من السيارات التي اختارت أو اضطرت للوقوف والتوقف على حافتي الطرقات مما زاد في تقلص مساحات المرور عليها وبالتالي الاختناق السريع لا سيما عند مرور أو دوران الحافلات المزدوجة والشاحنات الثقيلة والكاسحات وكافة انواع العربات لان جميعها مسموح لها بشق وسط المدينة وإفراغ حمولتها ولو كانت شاحنات ثقيلة لتجار الجملة في قلب المدينة وفِي اَي وقت. ويرى المواطنون في هذه المدينة أن الردع ووجود اعوان الأمن هما الملجأ الأخير للتخفيف من وضعية الاختناق خاصة التصدّي لمن يتعمّد الوقوف غير القانوني أو في الخط الثاني وتنظيم حركة المرور وفق انسيابها ومصدر تدفّقها وفق تقديرهم، في المقابل أكّد مصدر مسؤول من الفرقة الجهوية لشرطة المرور لمراسل "وات" أن الفرقة تفتقد الى العدد الكافي من الأعوان ووسائل النقل التي تمكنها من تنظيم دوريات متحركة لردع المخالفين وتحمل مسؤولياتهم كاملة في هذا الشأن، مشيرا الى أن رئيس الفرقة يعمل معظم وقته على الطريق مساندة لأعوانه ودعم تواجد الأمن على الطرقات، على حد قوله. وإن كان الاختناق المروري شديدا في هذه الأشهر فإن حدّته تتزايد في فصل الصيف وفِي أيام الأعياد والتظاهرات الكبيرة إضافة الى المخاطر والفواجع التي تتهدد المواطن الرّاكب والمترجّل على حدّ سواء وتشير إحصائيات المرصد الوطني للمرور أنه تم في الجهة تسجيل 25 حادث مرور من غرة جانفي 2018 الى غاية يوم 20 مارس الجاري تسبّبت في وفاة 5 أشخاص وجرح 44 آخرين. (وات)
