كنّا نشرنا يوم الإثنين الماضي ردود أفعال لقيادات من حركة النهضة حول تصريح أدلى به الصحبي العمري لشقيقتنا "الصباح الأسبوعي". الصحبي العمري الناشط السابق في حركة النهضة ، اتصل ب "الصباح نيوز" رغبة منه في الردّ عما جاء على لساني زبير الشهودي مدير مكتب راشد الغنوشي ومنصف بن سالم عضو حركة النهضة ووزير التعليم العالي في تصريحهما لنا. ورغم حالته الصحية، قدم العمري إلى "دار الصباح" وانطلق في حديثه عن الشهودي الذي اعتبره دخيلا على الحركة. وقال أنّه سيأتي وقت وتنكشف فيه حقيقة حركة النهضة. وفي ما يهمّ المنصف بن سالم، عبّر العمري عن أسفه بسبب ادعاء بن سالم لأشياء نسبها لنفسه، مضيفا : " صحيح أنّ بن سالم تفاوض حول عدد من النقاط ولكن المفاوض الأساسي كنت أنا". وفي حديثه لنا، قال إنّ بن سالم عندما كان يأتي إلى تونس على سيارته من نوع 504 كان يستضيفه في منزل والده. وبالنسبة للصفقة التي تحدّث عنها بن سالم لل "الصباح نيوز" ومساومة القذافي له، بيّن أنّ ذلك حديث من وحي الخيال. كما أكّد أنّ وفاة أحمد الكتاري كانت نتيجة حادث مرور و لم يكن اغتيالا. وحول موضوع المجموعة الأمنية " 8نوفمبر 1987" والتي يبلغ عددها 156 نفرا قال انه خلال الفترة المقضاة مع المجموعة في نفس الغرفة والذين يبلغ عددهم خمسون نفرا تحدّثت معهم حول آخر تفاصيل المفاوضات مع بن علي فنفروا من حديثه وقالوا أنهم لن يخرجوا من السجن إلا بعد توسيمهم. كما تحدّث عن المفاوضات مع بن علي حينها عبر وساطة أحمد الكتاري المدير العام للسجون وعن قصة أطول مراسلة دوّنها في حياته وكان من المفروض توجيهها لبن علي عبر الكتاري والحبيب عمار والتي بلغ عدد صفحاتها المائة زائد واحد وتضمّنت نقاط التفاوض مع الرئيس المخلوع. وفي نفس الإطار، بيّن أنّ الحبيب عمار وزير الداخلية حينها رفض تحوّل المجموعة الأمنية كلّها إلى قصر قرطاج للقاء بن علي. ولم يمضي هذا اللقاء دون أن يتحدّث العمري عن شخصيات سياسية وأطراف مسؤولة في حكومة الانقلاب على بورقيبة وقال إنّ بن علي لم تكن تساوي حياته "أكثر من 50 فرنك ثمن خرطوشة". وأكّد أيضا أنّ الشيخ راشد الغنوشي يعلم جيدا تفاصيل الأحداث ولكنه لا يستطيع أن يكشف عنها وكذلك الشأن بالنسبة إلى عدد من قيادي حركة النهضة. رسالة عتاب وعودة إلى الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها المجموعة الأمنية "اعتصام الصمود" في القصبة الأسبوع الماضي، عبّر العمري عن تأسفه لعدم مساندة منصف بن سالم لهم، مضيفا : "كنت أتصور أن لا يتنكر بن سالم للمجموعة". ومن جهة أخرى، تحدّث عن علاقته ببن سالم وعلي العريض وقال إنّ السيد الفرجاني مستشار وزير العدل وبلقاسم الفرشيشي الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة تنكروا لرفاق دربهم في المسيرة النضالية في حركة الاتجاه الإسلامي بعد أن مسكوا الحكم وجلسوا على الكراسي. ودعا العمري كذلك حركة النهضة إلى تأدية واجبها بكلّ أمانة وأن لا يقع توزيع الحقائب الوزارية حسب قرب الشخص من حاشية الغنوشي وأتباعه بل على أساس الكفاءة الموجودة في الحركة. وقال إنّ النهضة تستغل الثورة كأنها غنيمة، مضيفا : "هذه رسالة عتاب لرفاق الدرب من أجل تصحيح مسار الثورة" كما أكّد وجود وساطة قائمة في هذه الساعة من أعلى سلطة في هرم الدولة مقابل صمته والكف عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات والتي تمثل جزء من الحقيقة، مضيفا : "قالوا لي يا صاحبي اسكت.. لا داعي للحديث بعد 25 سنة"، وهنا إشارة كبيرة إلى أن يكون هذا الشخص هو حمادي الجبالي رئيس الحكومة والذي تمنى له الشفاء وتساءل عن توقيت تعرضه لوعكة صحية في هذا الوقت بالذات. المرزوقي لم يكن مناضلا وفي سياق آخر، قال إنّ المنصف المرزوقي لم يكن أبدا مناضلا حقوقيا على ارض الواقع وأنّه كان ينتظر تسميته وزيرا لدى بن علي وعندما رفض هذا الأخير تحوّل المرزوقي إلى معارض.