خلّف إعلان أكثر من 80 قياديا بحزب حراك تونس الارادة تساؤلات مختلفة خاصة فيما يتعلق بأسبابها وهل ستكون ضربة مُوجعة للحزب تجعله يسير في "طريق الاندثار". وللإجابة على ردود الأفعال المُختلفة، تحدثت "الصباح نيوز" مع الأمينة العام لحزب حراك تونس الارادة درة اسماعيل، التي أكّدت أنها لم تتلق إلى حدّ هذه الساعة من كتابة أسطر المقال أيّ استقالة رسمية من الحزب لأيّ كان من المجموعة المُمضية على نص بيان الاستقالة التي تمّ تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي. كما أشارت إسماعيل إلى أنّ قيادات ممن تم إدراج أسمائهم في القائمة أكّدوا لها في اتصال هاتفي معها أنّهم غير معنيين ومن بينهم القيادية مامية البنا، مُعتبرة أنّ "هنالك مُغالطات في تصنيف بعض الأشخاص في قائمة الممضين على بيان الاستقالة الذي تم نشره عبر صفحات التواصل الاجتماعي حيث أنه من بينهم شخصيات انخرطت مُؤخرا بالحزب وتمّ تسميتهم على أساس انهم قيادات في الصف الأول والثاني، دون أن تُحدّد الأسماء". ومن جهة أخرى، وفي ما يتعلق بأسباب الاستقالة المُضمنة في بيان الاستقالة الذي تم تداوله، قالت درة اسماعيل إنّه عند تلقي النص الرسمي للاستقالة وفق ما ينص على ذلك القانون الداخلي للحزب فحينها سيتم التعامل مع ما ورد ببيان الاستقالة نقطة بنقطة.
الحراك والاستقالات وفي سياق آخر، وبخصوص القراءة السياسية للاستقالة الجماعية وبغضّ النظر عن العدد الصحيح للمستقيلين وموقف قيادة الحزب منها، قالت الأمينة العامة للحزب درة اسماعيل: "من وردت أسماؤهم بالقائمة وخاصة القياديين ومن كانوا في الصف الأول في قيادة الحزب نتفاجأ بحديثهم عن الخط السياسي للحزب والذي كانوا يعملون به قبل أن يتم انتخابي على رأس الأمانة العامة للحراك.. ولهذا أعتبر أن مثل هذا الموقف الصادر عن المجموعة الحقيقية الممضية على بيان الاستقالة من الحراك هو موقف ليس بالجديد وهو موقف صادر عن مجموعة من قيادات الحزب منذ جويلية الماضي.. حيث أنه لم يكن هنالك تعامل إيجابي معي بانتخابي أمينة عامة"، مُتسائلة: "لماذا المغادرة اليوم؟ ولماذا عبر الاعلام وليس وفق الطريقة القانونية؟ فالانتخابات هي التي حسمت التركيبة الجديدة للحزب الحديث العهد والذي استطاع أن ينظم مؤتمره رغم كل الصعوبات ونجح في انتخاب تركيبة جديدة تؤكّد عمل الحزب على التداول على قيادته.. وبالامكان أن يكون هنالك اشخاص لا تقبل التداول السلمي على السلطة وان تكون امراة على راس الحزب .. فلهذا أتساءل لماذا لا يتعاملون معنا باعتبار اننا كنا معهم في الحزب ولسنا بالجدد؟". الحراك والرئاسيات وحول ما تضمنه فحوى الاستقالة من أنّ "الحزب واقعيا منضوي تحت جناح أحد أطراف الحكم بناء على حسابات انتخابية صرفة متعلقة بالرئاسيات"، ردّت الأمينة العامة للحزب: "من الناحية السياسية وفي انتظار تلقي البيان الرسمي للاستقالة.. فإنّ هذه النقطة المُضمنة في البيان المتداول عبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام غير موضوعية"، مُوضّحة: "وجهتنا واضحة وطريقة عملنا مرتكزة على العمل في الجهات وسنعمل استعدادا للانتخابات التشريعية القادمة.. أمّا الرئاسية لم تُطرحْ مطلقا.. ولماذا هذا الاستباق؟ كما أنّ المعني بالأمر لم يحدّد موقفه وقيادة الحزب لم تناقش موضوع الرئاسيات إلى غاية اليوم... ولهذا أقول أنّ الاتهامات الموجهة لنا غير صحيحة". أمّا بالنسبة للنقطة المُضمنة في بيان الاستقالة الذي تم نشره، والتي تهمّ "عجز قيادة الحزب عن تقديم مبادرة جدية لتوحيد العائلة الديمقراطية الاجتماعية مثلما أكدت على ذلك لوائح المؤتمر الأخير واللوائح التأسيسية وآخر بيان للهيئة السياسية"، أكّدت الأمينة العامة للحزب درة اسماعيل ان الحراك ضدّ التصنيفات"، قائلة: "ليس لنا عدو او صديق دائم فمن يخدم البلاد والمصلحة الوطنية نحن معه ومواقف رئيس الحزب واضحة وقد كان ولا يزال من ابرز الناقدين لمن في الحكم وبيانات حزبنا تُؤكّد ذلك بوضوح". الحراك والمرزوقي وبالنسبة لما يتم تداوله بأنّ الحزب أصبح مجرد إدارة ملحقة بمكتب رئيسه، قالت درة اسماعيل: "المرزوقي شخصية وطنية وعالمية.. والمرزوقي يمكن ان لا نتفق معه في اشياء لكنه دوما مع الحق كلفه ذلك ما كلّفه". كما أكّدت أنّ الحزب منتشر في الجهات وسيتوجه أكثر للمناطق الداخلية في مختلف أرجاء البلاد. الحراك والمستقبل وعودة إلى مُغادرة قيادات للحزب، أفادت درة اسماعيل انّ أيّ شخص يُغادر الحزب يُؤلم، مُستدركة بالقول: "لكن الحزب ليس مبني على أشخاص بل أهداف وبرامج". وفي نفس السياق، قالت إسماعيل: "صحيح الحزب مُتألّم وهنالك عدم فهم لهذا الموقف لكن نأمل ان تكون الاستقالة تطبيقا للديمقراطية من حيث التعبير عن الرأي والمواقف وتطبيق ذلك على أرض الواقع.. لكن توجد اخلاقيات في الاستقالة التي يجب ان تتم عبر القنوات الرسمية لا عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وردّا على تصريحات بعض الجهات التي رأت في الاستقالة طريقا للحزب للاندثار، قالت الأمينة العامة للحراك: "طريقنا مازال متواصلا ومشروعنا ليس مبني على أشخاص ولا للحديث بتاتا عن الاندثار".