أغلق عدد من المواطنين في مناطق "تالبت" و"سدويكش" و"ورسيغن" من معتمدية جربة ميدون وحدة جمع ولف النفايات بتالبت ومنعوا دخول شاحنات النفايات والرمل إليها وذلك في تحرك احتجاجي نفذوه اليوم من اجل الضغط على إيجاد حل دائم بمشكل النفايات بجزيرة جربة يعوض الحل المؤقت منذ سنوات والمتمثل في لف النفايات في شكل مكعبات أصبحت ازعاجاتها لا تحتمل وخلقت وضعا وصفوه سكان المناطق المجاورة للموقع بالكارثي صحيا وبيئيا. وتجمع المحتجون أمام الموقع مقرّرين الدخول في اعتصام مفتوح أمامه والتمسك بمنع حتى شاحنات الرمل التي تدخل يوميا للموقع للتخفيف من الإفرازات وتطويق مكعّبات النفايات معتبرين ان الوضع لم يعد قابلا للانتظار والصمت امام الوعود الزائفة التي توجه في كل مرة دون تنفيذ او قرارات جدية تعالج الوضع البيئي المتدهور من سنوات وفق وجيه البكوش ناشط مدني الذي أكد ان الاحتقان كبير في صفوف الأهالي الا ان تحركهم سيظل سلميا الى حين إيجاد الحل المناسب. وأوضح انه لا وجود لبديل لغلق المصب وان المطلوب حلول واقعية بالنظر الى تواتر حكومات لم تفعل اي قرار وفي المقابل تظل معاناة الأهالي متواصلة من أمراض وروائح كريهة وناموس وازعاجات اضرت بالبشر والنبات والحيوان والبحر. ومن جهته اعتبر ممدوح بن خميس ناشط مدني أن ملف النفايات لم يحظ بالجدية اللازمة منذ سنوات فأصبح الحل المؤقت دائما لذلك سيتواصل غلق المصب الى حين انعقاد جلسة مع والي الجهة ظهر الاثنين والنظر في مخرجاتها وفق قوله. وحسب ما ذكره معتمد جربة ميدون منير هدروق فان الحلول محليّا تكمن في التحكم في المصبّ بالمداواة والقضاء على الناموس والروائح المنبعثة منه، ويبقى البحث عن حلّ دائم جهويا ووفق الصلاحيات الجديدة للبلديات وإيجاده في أقرب الآجال هو موضوع تحرّك حاليا من كل الأطراف والجهات. ويذكر ان لقاء تمّ مؤخرا بين رؤساء بلديات الجزيرة مع عدة مسؤولين برئاسة الحكومة أقر عدة اجراءات للتحكم في الوضع البيئي بالجزيرة ومنها اجراءات عاجلة تمثلت في إقرار تدخلات بالمصب ومحيطه ولف النفايات يوميا في انتظار اقتناء آلة لعصر النفايات ثم لفها والانطلاق في حملات للتحسيس بفرز النفايات من المصدر للتخفيف من حجمها ثم الحل النهائي انجاز وحدة لتثمين النفايات. وفق ما ذكره المواطنون فان التدخلات انطلقت بالمصب الا انها لم تتواصل الى جانب تعرض آلة اللف الى عطب زاد من حدة الوضع بالمصب وفي هذا السياق أوضح رئيس لجنة النظافة والصحة ببلدية ميدون كمال كرونة ان معالجة المسألة ليست مجرد وعود بل تفعيل عدة وعود وطرح للمسألة بجدية ليتم يوم الاثنين فتح مكتب للبيئة بمنطقة سدويكش ويتواصل التدخل يوميا بالمصب بلف النفايات ورش المبيدات صباحا بالمصبّ ومساء بالأحياء الا ان الحل الدائم بصدد النظر فيه وفي مدة أشهر وليس لسنوات، مشيرا إلى أن وفدا بلدي من بلديات الجزيرة الثلاثة يواصل زيارة بالمانيا للاطلاع على تجاربها في تثمين النفايات من اجل اختيار أفضل المشاريع الممكنة وانتقاء أفضل الحلول. واعتبر ان الوضعية البيئية كارثية وليست وليدة اليوم بل هي تراكمات لسنوات بطريقة في التصرف في النفايات ليست وفق المواصفات بل هو مجرد لف ما خلف معاناة للمواطنين ومرارة والام يعيشونها يوميا ويعي الجميع بها الا ان المطلوب قليلا من الصبر والتفهم في اتجاه الوصول الى الحل الانسب الذي لن يطول اكثر وفق قوله.