أفاد الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي، محسن النابتي، بأنّ اللجنة المركزية للحزب ستجتمع أيام 2 و3 و4 نوفمبر 2018، بمدينة الحمّامات، لاتخاذ جملة من الخطوات التصعيديّة المحتملة والقرارات بخصوص ملف الشهيدين شكري بلعيد ومحمّد البراهمي وحماية الأمن القومي لتونس. وبيّن النابتي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الأربعاء، أنّ هيئة الدفاع ستقدّم إلى اللجنة المركزيّة، "جملة من المعطيات في علاقة بملفّ الشهيدين، وذلك على إثر الكشف عن الجهاز الخاص لحركة النهضة ودوره في الإغتيالات واختراق مؤسسات الدولة"، ملاحظا أنّ اللجنة قد تتخذ جملة من القرارات في علاقة بتعاطي التيار الشعبي مع هذا الملف، في الداخل والخارج. وأشار إلى أنّه سيتمّ أيضا مناقشة الوضع العام بالبلاد "في ظل تفاقم الأزمة السياسية والإقتصادية"، معتبرا أنّ الدعوات القائمة بخصوص تشكيل حكومة جديدة والمتأتية من أطراف الحكم، "تنذر باشتداد الأزمة في قادم الأيام". على صعيد آخر لفت الناطق باسم التيار الشعبي في تصريحه، إلى أنّ الإجتماع سيتناول أيضا الوضع الداخلي للحزب وللجبهة الشعبية بصفة عامة ودورهما في الأيام القادمة "من أجل حل الأزمة السياسية وإنقاذ البلاد"، مبيّنا أنّه سيتمّ إعادة النظر في هيكلة الجبهة وكيفية خوض الإنتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة (2019)، "في ظل أزمة سياسية واقتصادية حادة وبمشاركة حزب اخترق أجهزة الدولة ويملك جهازا سريا متورّطا في الإغتيالات وفي تهديد الأمن القومي"، في إشارة إلى حركة النهضة. كما شدّد على ضرورة استمرار الجبهة الشعبيّة، "بالنظر إلى أنّ ظروف تشكيلها مازالت قائمة وأنّ البلاد في حاجة إلى تحالف أوسع من الجبهة"، موضحا أنّ التيار الشعبي أعدّ وثيقة في الغرض سيتمّ التداول فيها خلال اجتماع لجنته المركزية. وبخصوص هيكلة الجبهة الشعبية وكيفية تسييرها وتنظيمها، قال النابتي "إنّ ما أفرزته الندوة الوطنية السابقة لم يعد منسجما مع طبيعة الجبهة، باعتبارها تحالفا لمجموعة من الأحزاب، ممّا أعاقها وأعاق عمل الأحزاب المنتمية إليها". وأضاف أنّ الجبهة الشعبية تحتاج اليوم إلى تنظيم مرن يسهّل اتخاذ القرارات داخلها ويمكّن من الإستعداد لحسم ملف الإنتخابات التشريعيّة والرئاسيّة القادمة، سواء بصفة فرديّة أو في شكل تحالف وطني واسع، ملاحظا أنّ هذه المسائل تتطلّب الحسم السريع وبلورة رؤية واضحة. وصرّح النابتي من جهة أخرى أنّ الوضع العربي سيأخذ أيضا حيّزا من النقاش خلال اجتماع اللجنة المركزيّة وذلك على إثر ما اعتبره "خطوات التطبيع الكبيرة التي اتخذتها عدة أنظمة عربية"، بما يؤشّر إلى قرب إعلان صفقة القرن التي تهدف، حسب رأيه، إلى إعلان "ناتو عربي صهيوني" يكرّس ما يسمّى بإسرائيل، "لا فقط ككيان وإنما قائدا للمنطقة العربية"، إضافة إلى إثارة تفاقم الأوضاع في ليبيا واليمن. وفي هذا الصدد ذكر الناطق باسم التيار الشعبي، أنّ الحزب سيتخذ جملة من الخطوات لتحريك الوضع العربي، بواسطة شعوب المنطقة، وذلك من خلال الجبهة العربية التقدمية التي تضم أحزابا قومية و يسارية عربية، "للتصدي لصفقة القرن".