يرى اللاعب الأسبق للنادي البنزرتي والنجم الساحلي والترجي الرياضي والمحلل الرياضي سهيل بالراضية أن الترجي الرياضي قادر على إعادة سيناريو غرة أوت الأنغولي والإطاحة بالأهلي المصري بأولمبي رادس لأن الجميع يعرف كيف كانت النتيجة في مصر. كان ذلك في حوار خص به «الصباح الأسبوعي» تحدث فيه عن المدرب الأقرب لخلافة فوزي البنزرتي على رأس المنتخب الوطني ومتاعب النادي الإفريقي وحظوظ النجم في لقاء العودة أمام الوداد البيضاوي المغربي. وعدة مسائل أخرى في الحوار التالي : ● من ترشح لتدريب المنتخب الوطني بعد فوزي البنزرتي؟ صحيح الإقالة المفاجئة للمدرب فوزي البنزرتي لا تزال محل عدة تأويلات لدى الشارع الرياضي ولكن أعتقد أن للمكتب الجامعي ولرئيسه وديع الجريء مبررات لهذه الإقالة. وعن البديل فإني أرى أن ماهر الكنزاري الأجدر بمواصلة العمل على رأس المنتخب الوطني في المرحلة القادمة لأنه تتوفر فيه خصال الناخب الوطني فقد سبق له أن نجح على رأس منتخب الأصاغر في كأس العالم وكانت له تجربة مع المنتخب الأولمبي ودرب نواديا كبرى مثل الترجي الرياضي والنادي البنزرتي والملعب القابسي وكذلك في الخليج العربي. فتجربته كمدرب ولاعب والتكوين الأكاديمي كلها تؤهل الكنزاري لكي يكون المدرب الأول للمنتخب الوطني ويأخذ الفرصة كاملة . ● هل أنت مع أو ضد منح الثقة للثنائي الكنزاري والعقبي للإشراف على المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكامرون 2019؟ تأكيدا لما ذكرته سابقا لابد من خلق الاستقرار في صفوف الإطار الفني للمنتخب الوطني وأنا مع بقاء ماهر الكنزاري ومراد العقبي على رأس المنتخب الوطني لإعداد المنتخب لكأس إفريقيا للأمم بالكامرون، وعلى رئيس الجامعة أن يعلن رسميا عن تثبيت هذا الثنائي في خطته ليطمئن ويعمل في ظروف مريحة دون ضغوطات لأن الحديث عن معوض لفوزي البنزرتي قد يؤثر على عمل هذا الثنائي ويفقده التركيز على المرحلة القادمة التي يخوض خلالها المنتخب لقاء هاما للمعنويات مع المنتخب المصري ونعرف حساسية المواجهات التونسية – المصرية وكذلك المباراة الودية مع المنتخب المغربي. إذا الحسم مطلوب لغلق ملف الناخب الوطني والانصراف للعمل والتركيز من أجل الظهور بوجه يعيد ريادة كرة القدم التونسية على الصعيد الإفريقي للمنتخب الوطني . ● رغم الصعوبات التي يمر بها الترجي فقد تمكن من الترشح إلى الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال. فما الذي صنع الفارق ووضع الفريق في هذه المكانة؟ إزاحته للنجم رغم أن الترجي لم يكن في أحسن حالاته فتحت الأبواب أمام الفريق وهنا لا بد من التنويه بالعمل الذي قدمه المدرب خالد بن يحيى والطريقة التي انتصر بها على النجم في سوسة في وقت كان فيه النجم الأقرب للترشح. بعد لقاء الإياب أمام النجم ورغم الترشح رأت إدارة الترجي أن الفريق مكبل بعد التعادل أمام الملعب التونسي والهزيمة في صفاقس فكان لا بد من إبعاد خالد بن يحيى ومنح الفرصة لمعين الشعباني الذي يعتبر أكثر مرونة من بن يحيى في التواصل مع اللاعبين فحصلت الرجة النفسية نوعا ما وتحسنت النتائج في البطولة مع الترشح إلى نهائي رابطة الأبطال. وهنا أؤكد أن معين الشعباني استحضر في لقاء الإياب مع غرة أوت الأنغولي المباراة الشهيرة ضد الهلال السوداني وكيف أطاح الترجي بهذا الفريق رغم أسبقية الذهاب. ● هل يمكن للترجي أن يعيد سيناريو إياب نصف النهائي وينتصر على الأهلي المصري في رادس بنتيجة تمكنه من التتويج باللقب؟ الترجي ارتكب أخطاء قاتلة في لقاء الذهاب ببرج العرب خاصة، فالطريقة التي قبل بها الهدف الثاني تطرح عدة تساؤلات. وبقطع النظر عن مردود الحكم الذي أكد خبراء التحكيم أن ضربة الجزاء الثانية للفريق المصري ليست في محلها. فإن الترجي ارتكب أخطاء يتحمل مسؤوليتها اللاعبون. التدارك ممكن لأن مباراة الإياب بأولمبي رادس ستكون مغايرة لمواجهة الذهاب، الترجي سيركز على الهجوم لكن المنافس قوي ويعرف كيف يسافر -كما يقال في كرة القدم -. مباراة صعبة على الفريقين وأرى الترجي الأقرب للفوز والتتويج . ● كيف تفسر كمحلل رياضي أزمة النتائج التي يعيشها النادي الإفريقي؟ عوامل عديدة أهمها الذهنية وسوء اختيارات المدرب البلجيكي ريغا الذي تمسك بتشريك لاعبين غير جاهزين وقد لوحظ ذلك منذ لقاء نادي حمام الأنف. فالمهاجم الأجنبي ساسراكو لا مكان له في الفريق ومع ذلك تشبث به المدرب وأشركه في أكثر من لقاء. فضلا عن ضعف محور الدفاع والدليل قبول 9 أهدف وهي حصيلة كبيرة لا تليق بالنادي الإفريقي وأتذكر أن الفريق قبل في موسم التتويج بالبطولة مع عبد الحق بن شيخة 9 أهداف فقط في موسم كامل وهنا نفهم ما يحصل في الفريق . ● ما رأيك في عودة شهاب الليلي إلى الفريق؟ شهاب الليلي انقضّ على عرض النادي الإفريقي بعد أن تمت إقالته من النجم الساحلي. فالليلي لا يمكن أن يغير شيئا في النادي الإفريقي وهو ليس المدرب المناسب للفريق في الظرف الحالي. فأنا أستغرب من مدرب يسير الفريق من المنطقة الفنية بنظارات شمسية على عينيه. فكيف سيمرر المعلومة للاعبين فأحيانا تمر المعلومة بإشارة العين. وعلى الميدان لابد من إعادة التركيبة بالتعويل على العيادي وخليل في خط وسط الميدان الدفاعي وأمامهما الدراجي من أجل خلق التوازن في الفريق. وهنا أقترح أن يجري الفريق كل وسط أسبوع مباراة تطبيقية مع فريق من درجة أقل لإعادة لذة التهديف للاعبين لتخطي العامل الذهني. فالفوز بنتيجة عريضة أمام فريق من الرابطة الثالثة أو الرابعة له انعكاس ذهني على اللاعبين. وهي طريقة يعمل بها الترجي عندما يغيب التهديف عن لاعبيه . ● بعد فشله في مسابقة كأس رابطة الأبطال والتي أطاحت بالمدرب شهاب الليلي وجاءت بالبلجيكي ليكانز. ركز النجم الساحلي على البطولة العربية. كيف ترى حظوظ الفريق في لقاء الإياب أمام الوداد البيضاوي؟ دائما تأتي الهزيمة أمام الترجي برأس المدرب في النجم الساحلي وهذه المرة كان شهاب الليلي. فالفشل في كأس رابطة الأبطال الإفريقية جعل الفريق أكثر تشبثا بالبطولة العربية نظرا للعائدات المالية الكبرى التي ستوفرها. ولذلك هناك تركيز كبير على هذه المسابقة والمدرب الجديد جورج ليكانز يعرف أنه جاء من أجل الألقاب في النجم والبطولة العربية أقرب لقب قابل للإحراز وهذا يتطلب تخطي عقبة فريق الوداد البيضاوي، فنتيجة التعادل السلبي في الذهاب (0-0) تبقي على الحظوظ متساوية للفريقين، لكن مع أسبقية الأرض والجمهور لفريق النجم. فإذا أزاح النجم الفريق المغربي أعتقد أنه دعم حظوظه في التتويج باللقب. ● استفاد النادي الصفاقسي من حماس لاعبيه الشبان مطلع الموسم الحالي. فإلى أي مدى يمكن أن يذهب في سباق البطولة؟ استفاد النادي الصفاقسي من عقوبة الموسم الفارط. فالجميع يتذكر كيف حرم من الانتدابات مما أجبره على اللعب بأبنائه الشبان. ومع قدوم المدرب رود كرول الذي وجد المادة الطيعة من اللاعبين في ترسيخ أسلوبه التكتيكي، فكان التجسيم على الميدان واعتقد ان هدف التعديل الذي سجله الفريق ضد النادي البنزرتي قبل الفوز على الترجي والإفريقي أعاد الفريق في البطولة وحفز اللاعبين. فالفريق له عمود فقري من حارس المرمى بن دحمان وصولا إلى المهاجم شواط. وستكون للفريق كلمة في بطولة الموسم الحالي . ● ماذا تغير في النادي البنزرتي حتى يظهر بهذا الوجه؟ وما هي طموحات الفريق هذا الموسم حسب رأيك؟ على الميدان النادي البنزرتي أموره عال العال، لكن في الكواليس لا أعتقد ان الأمور جيدة. فالمشكل مالي في النادي، فالنجاح لا بد أن يثمن بالمنح والامتيازات المالية وهنا تناهى إلى مسامعي أن الهيئة المديرة تتعامل مع اللاعبين ب»الكمبيالات» لطمأنتهم على مستحقاتهم المالية. كما أن النادي له مشاكل هيكلية على مستوى الإدارة وكذلك الإدارة الفنية والتنسيق بين الأصناف. فمثلا الموسم الفارط ولأول مرة يغيب شبان النادي البنزرتي على الأدوار النهائية وهذا يؤكد الإهمال غير المسبوق في تاريخ الجمعية. ● ماذا تعيب على رئيس النادي عبد السلام السعيداني؟ أطلب منه أن يفصل بين المسؤول والمشجع. فتصرفاته تقرب من المشجع أكثر منه لرئيس جمعية. فهو مطالب بمراجعة تصرفاته والتوقف عن التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تسيء للنادي البنزرتي. فهو الرئيس الوحيد تقريبا المغرم ب»الفايسبوك» مقارنة ببقية الرؤساء. لا بد أن يعود للتاريخ ويقتدي بالرؤساء السابقين في النادي البنزرتي للتخلص من بعض السلوكيات، فما الجدوى من الاهتمام بالتحكيم وبالمكتب الجامعي وبالنوادي الأخرى... عليه أن يصب كامل جهده على فريقه . ● دخل الملعب التونسي الموسم بقوة بعد أن أطاح بالترجي والإفريقي، لكن سرعان ما تراجع وتكبد هزيمتين متتاليتين أمام الشبيبة وبن قردان. فما هو رأيك؟ الفوز على النادي الإفريقي ليس مقياسا، لان المنافس كان في وضعية لا يحسد عليها وفازت عليه فرق مستواها أقل من الملعب التونسي. مشكل الفريق في الرصيد البشري فالمدرب محمد المكشر لم يجد البديل عند غياب بعض العناصر المؤثرة في الفريق. فكانت الهزيمة الأولى والثانية، فمثلا أمام بن قردان تغيب ثنائي المحور وهو ما ركز عليه المدرب خالد بن ساسي . ● ركزت على التحليل الرياضي بعد اعتزالك اللعب. فهل ان التدريب لا يستهويك..؟ التحليل الرياضي محطة لا بد منها، وخصوصا في إذاعة بحجم «موزاييك» التي وجدت فيها الراحة والحظوة في قسم الرياضة وجميع العاملين بها وأنا أحاول أن أقدم أفضل ما لدي من التحاليل والإضافة الفنية للمستمع. وللتذكير فعدة كفاءات مرت من هناك مثل البوسعايدي وأنيس بوجلبان... فأنا أستعد للتدريب بعد الحصول على المعادلة لشهادة CAF A من طرف الإتحاد الإفريقي حتى أتمكن من العمل في الخارج وتحديدا في الخليج العربي وللإشارة فنحن 30 متحصلا على الدرجة الثالثة ننتظر المعادلة ونطالب الإدارة الفنية للجامعة التونسية لكرة القدم بالتحرك لحل هذا الإشكال. وبالتوازي فأنا بصدد مواصلة التكوين الأكاديمي في ما يتعلق بالإعداد الذهني والنفسي. ● يبدو أنك بصدد التحضير لمشروع توثيقي هام لإثراء المكتبة الرياضية. فهل من توضيح؟ بالفعل، أنا بصدد إعداد كتاب باللغة الفرنسية سأضع فيه كل إمكانياتي العلمية في المجال الرياضي، وسيكون كتابا أكاديميا ذا قيمة علمية في مجال الرياضة. وسيكون جاهزا بعد 6 أشهر وسأقدمه في ندوة صحفية. وأعتقد أن دور الرياضي لا يجب أن يقتصر على ممارسة اللعبة والتحليل والتدريب بل لا بد من الكتابة والتوثيق للإثراء والإفادة وما أحوجنا لهذا في تونس. كمال الطرابلسي