أكد وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم، اليوم السبت بالقيروان، أن السيرة النبوية كرست لحق الانسان في المواطنة والعدل ومبدأ التعايش السلمي بعيدا عن التناحر العرقي أو الديني، داعيا إلى ترسيخ الجوانب الحضارية السامية للسيرة النبوية في الواقع اليومي للمواطن والمجتمع بصفة عامة. وبين عظوم، لدى إفتتاحه الدورة 46 للندوة العلمية المولدية السنوية تحت عنوان "السيرة النبوية الشريفة تجسيد لتعاليم الإسلام وقيم المواطنة"، أن الندوة تهدف الى التعمق أكثر في معاني السيرة النبوية المبنية على التعايش والوسطية والإعتدال، مشيرا الى أن تعاليم الاسلام السمحة تؤسس لمجتمع سليم وتقيه من الظواهر التي تهدده كالغلو والتطرف. وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم، اتبع أسلوبا إنسانيا ساميا يستند الى الإنفتاح على الآخر بعيدا عن التشنج، مضيفا انه لم يثبت عن الرسول أنه أكره أحدا على اتباعه، أو أنه أذى أحدا عندما كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وأضاف أن المدينةالمنورة، شهدت أول مفهوم للمواطنة، وأن ما أدرجه الرسول في صحيفة المدينة صنع حدثا حضاريا جسد تعاليم الإسلام، وأعلن عن نوع من دساتير الحياة التي تضمن التعايش السلمي للجميع. من جانبه، أبرز الهادي روشو مدير المعهد العالي للشريعة، في مداخلة تحت عنوان "من قواعد فهم السيرة النبوية الشريفة في ضوء مدرسة الاعتدال"، ضرورة التيقن من صحة رواية الخبر في السيرة النبوية عبر عدة شروط، من بينها عدالة الراوي للحديث النبوي وضرورة ان يكون الخبر سليما من الشذوذ ومن العلة. كما اشترط ضرورة التأكد من مدلولات ألفاظ الخبر عبر الاحتكام إلى لسان العرب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أفصح من نطق بالعربية، إلى جانب جمع الاخبار الواردة في موضوع واحد وألا يتم أخذ الحديث مقتطعا أو مفصولا عن الاطار الذي ورد فيه، مشددا على ضرورة مراعاة الظروف التاريخية للسيرة النبوية، ومقاصد الشرع في فهم السيرة، والتمييز بين الوسيلة المتغيرة والنص الثابت. أما هشام قريسة رئيس جامعة الزيتونة، فقد أفاد في مداخلة تحت عنوان " التمييز بين مقامات النبي من خلال السيرة النبوية الشريفة"، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع بين عدة صفات زيادة على كونه رسولا، ومنها أنه كان قاضيا بين الناس وإماما (بمعنى الرئاسة)، مبينا أن مقامات النبي تراوحت بين مقام الإفتاء والقضاء ومقام الإمارة والإرشاد والهدي والمصالحة والنصيحة. يشار إلى ان الندوة المولدية لهذه السنة تتضمن 3 جلسات علمية، وتتواصل أشغالها غدا الأحد. وسيتم خلالها التطرق بالخصوص إلى مسألة تجليات القيم الانسانية في السيرة النبوية الشريفة، وتتضمن كذلك جملة من المحاضرات التي تتعلق خاصة بموضوع المواطنة في المنظور الاسلامي، ومسألة الكونية وحفظ حقوق الأقليات من خلال السيرة النبوية.(وات(