أكد الكاتب العام للنقابة المستقلّة لمحترفي الفنون الدراميّة جمال العروي على ضرورة تعاون النقابات الفنيّة والمسرحيّة العربيّة منوّها بأهميّة الوصول لاتحاد هذه النقابات وتبادل الخبرات والتنسيق والتشابك بينها مضيفا أنّ الالتفاف حول المسرحيّين في العالم العربي ضروري في الوقت. جاء ذلك خلال لقاء احتضنته قاعة سينما الأفريكا بالعاصمة يوم الأربعاء وجمع عددا من ممثّلي النقابات الفنيّة المسرحيّة من تونس والعالم العربي، ضمن فعاليات الدورة العشرين لأيّام قرطاج المسرحية التي تتواصل إلى غاية الأحد 16 ديسمبر الحالي. وأجمع الحاضرون في اللقاء على أهميّة وضرورة أن تتّحد النقابات العربّية لكفالة كلّ حقوق المبدعين وضمانها بالدول العربيّة خاصّة مع وجود عديد القواسم المشتركة بين النقابات واكتسائها صبغة الدفاع عن المبدعين إلى جانب خلق أرضيّة عمل موحّدة بين كلّ النقابات. واستهل رئيس تعاونيّة الفنّانين والمبدعين والعاملين في المجال الثقافي لسعد الدخيلي تقديمه للتعاونيّة قائلا "لا بدّ من تغيير التشريعات الحاليّة التي يتضمّنها الدستور التونسي على غرار فصله الثلاثين وإرساء قوانين جديدة تعفي المسرحيّين والفنّنين والعاملين في المجال الثقافي". وأوضح أنّ التعاونية ظهرت منذ عام بينما "وُجدت في إطار حركة (مستاؤون) منذ أربع سنوات ونالت ترخيصها الرسمي من السلطات بتاريخ 25 أوت 2017 بعد رحلة طيلة بين الوزارات". كما لفت إلى أهمية توفير الضمان الإجتماعي للفنّانين وبيّن أنّ التعاونيّة تسعى دائما لإيجاد حلول للمشاكل الماديّة والصحيّة لمنظوريها. هذا اللقاء الذي قدّمه وأداره ياسين العوني، استهلّه نقيب الفنّانين العراقيّين د. جبار جودي بالحديث عن نقابة الفنّانين العراقيّين والحيثيّات التي رافقت تأسيسها وظروف نشأتها في أواخر ستيّنات القرن الماضي وانضواءها تحت الحزب الحاكم وصولا إلى فترة الإحتلال الأمريكي للعراق في 2003 .وقال جبّار إنّ الاحتلال الأمريكي ألقى بظلاله على النقابة والفنّانين العراقيّين خاصّة بعد إلغاء كلّ النقابات الفنيّة التي فسحت المجال أمام الجمعيات ومنظّمات المجتمع المدني التي ناهز عددها 1600 جمعيّة ومنظّمة (أغلبها وهميّة) حاولت افتكاك صلاحيات النقابة وهو ما صعّب من مهامّ المسرحيّين وساهم في إرباك جهودهم في الدفاع عن قطاعهم إلى أن تم استرجاع النقابة للدفاع عن حقوق منظوريها. وفي السياق ذاته قدّم نقيب الفنّانين الأردنيّين حسين الخطيب ظروف إنشاء النقابة الأردنيّة مشيرا إلى أنّها مستقلّة ولا تخضع للأحزاب بل هي فاعلة ومؤثّرة في كلّ ما يتعلّق بحقوق منظوريها من فنّانين ومسرحيّين، كما بيّن أنّ نقابته "لا سلطة عليها سوى سلطة الملك"، مبيّنا أنّها مرتبطة بعديد الوزارات والهياكل الأخرى في إطار سعيها لضمان حقوق الفنّانين. وطرح النقابيون والمسرحيون في هذا اللقاء أيضا عديد المقترحات لمعالجة وضعيّات المنخرطين في هذه النقابات من الفنّانين، من ذلك تبادل الورشات سنويّا والتشابك وتبادل العروض المسرحيّة والإعفاء من رسوم تأشيرات الفنّانين وتكثيف الجهود بدل تشتيتها .