مثّل فشل جلسة المفاوضات بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي "خيبة أمل كبرى" للأولياء الذين علّقوا آمالا عريضة على لقاء اليوم للتوصّل إلى توافقات تُنهي أزمة الثانوي التي "أرّقتهم وحيّرتهم على مدى الأسابيع الماضية". جلسة مُفاوضات تأتي بعد حوالي شهر من انطلاق الثلاثي الثاني بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية وتلاميذ لم تجر بعد امتحانات الثلاثي الأول وآخرين لم يستأنفوا بعد دروسهم وسط حالة من الاحتقان. وفي هذا السياق، تحدثت "الصباح نيوز" مع مدير عام البرامج والتكوين ورئيس وحدة التصرف في الميزانية حسب الأهداف بوازرة التربية مصطفى كريم بوعمود. وقال مُحدّثنا إنّ الوزارة كانت تُعلّق آمالا كبيرة على جلسة المُفاوضات التي انعقدت اليوم الاثنين بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي، بهدف إنهاء "أزمة الثانوي" وتوجيه رسائل ايجابية للمُربين والأولياء. وأضاف بوعمود بأنّ "انطلاقة جلسة المفاوضات من حيث الشكل اتسمت بحالة من التشنّج وشحن الأجواء إثر مُحاولة اقتحام مكتب وزير التربية من قبل مجموعة من الأساتذة بالإضافة إلى الشعارات التي رُفعت من قبيل "يا عصابة السراق" و"التصعيد التصعيد...." رغم انفتاح الوزارة على المطالب القطاعية المُدرجة في اللائحة المهنية لجامعة الثانوي". وأشار بوعمود إلى أنّ "الوزارة كانت مشاركة في الاجتماع بتركيبة مُوسّعة برئاسة الوزير حاتم بن سالم رغم عدم حضور مُمثلين عن المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل ضمن الوفد النقابي لجامعة الثانوي". "انفتاح" الوزارة على مطالب جامعة الثانوي وفي هذا الإطار، قال مصطفى كريم بوعمود إنّ "الوزارة دخلت الجلسة وهي منفتحة على مطالب جامعة الثانوي وبحوزتها مُقترحات إيجابية"، مُضيفا: "رغم ذلك فقد تفاجئنا بأن النقابة أرادت أن تُوجّه جدول أعمال الجلسة نحو نقاط بعينها ألا وهي مضاعفة المنحة الخصوصية ومسألة سن التقاعد رغم أن اللائحة تتضمن نقاطا أعدّت وزارة التربية مقترحات في الغرض.. وقد طالب وزير التربية بالالتزام بجدول أعمال الجلسة لكن الجامعة أصرّت على أنّ النقاط ال6 التي أعدت الوزارة مقترحات بشأنها هي نقاط جزئية وهنالك نقاط اخرى جوهرية يجب التطرق اليها قبل كل شيء". كما أكّد بوعمود أنّه "لم يتم مُطلقا النقاش حول النقاط المُدرجة في اللائحة المهنية لجامعة الثانوي"، قائلا: "ما حدث في الجلسة سابقةٌ خاصة وأنّ الوزارة لها مقترحات جديدة وإيجابية.. ومن ناحية الشكل كان هنالك تجييش ومن ناحية الاصل لم يتم تطرق لنقاط اللائحة وبقي الطرف النقابي مُتمسّكا بتوجيه جدول الجلسة لنقاط اخرى". وذكّر بوعمود بأنّ "قيمة مطالب القطاع والتي قدمت وزارة التربية مقترحات في شأنها تُقدّر ب64 مليون دينار، وتهم أساسا مُراجعة مجموعة من المنح كتلك المتعلقة بمراقبة الامتحانات الوطنية.. وقدمت الوزارة مقترحات بالترفيع فيها"، مُشيرا إلى "أنّ الوزارة تطورت مقترحاتها إيجابيا بالنسبة لملف الترقيات الاستثنائية والتقاعد على أساس أن يكون التقاعد بالنسبة للمربين في سلك الثانوي كالمربين في المرحلة الابتدائية مع تمكين من لديهم حالات استثنائية من التقاعد على قاعدة 32 سنة عمل و57 سنة من العمر مع النظر في الملفات حالة بحالة". وفي نفس السياق، أشار بوعمود إلى "أنّ الطرف النقابي تمسّك بمُضاعفة المنحة الخصوصية ومراجعة سن التقاع"د، قائلا إنّ "الوزارة ستصدر بلاغا في الغرض توضح فيه تطور موقفها فيما يتعلق بالنقاط المطروحة في اللائحة المهنية". جلسة المفاوضات وتعنّت جامعة الثانوي وعودة إلى مسألة فشل جلسة المفاوضات اليوم، قال المدير العام بوزارة التربية إنّ "الوزارة كانت حاضرة في الجلسة بتشكيلة مُعززة وأنّ من اختار مُغادرة القاعة هي الجامعة العامة للثانوي"، معتبرا أنّ "موقف جامعة الثانوي "غير مفهوم" وقد كان هناك نوع من "التعنت" من قبل الطرف النقابي وهو ما سيُعطّل توفير مكاسب للمدرسين"، وفق تعبيره. كما قال بوعمود: "في جلسة اليوم لم نخضْ في أصل المطالب ورغم كلفتها المرتفعة إلا أن الوزارة قدمت مُقترحات إيجابية ونأسف لما حصل ولكن نُعوّل على تفهّم كلّ الاطراف". رسالة وزارة التربية للمُربين ومن جهة أخرى، أفاد بوعمود أنّ وزارة التربية تدعو المُربين في مختلف المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية لتأمين السير العادي للدروس ووضع أعداد الثلاثي الأول على المنصة الالكترونية المُخصصة في الغرض وتغليب مصلحة التلميذ والنأي به عن التجاذبات. وواصل بوعمود بالقول: "نحاول الانطلاق في امتحانات الثلاثي الثاني.. من ناحية الآجال صحيح الاجال مضغوطة.. ولكن هنالك فرصة للتدارك.. وسنتعامل مع كل وضعية على حدة في ما يتعلق بمن لم يجر امتحانات الثلاثي الاول". نحو تكوين لجنة بيداغوجية وبخصوص عدم استئناف الدروس في عدد من الاعداديات والمعاهد، ردّ بوعمود: "نؤكد أن عدم مواكبة الدروس بصفات متفاوتة.. ونسب الالتحاق بالمدارس تحسنت اليوم مُقارنة بالفترة الماضية ورغم ذلك فإن الاشكال مازال قائما". وعن الحلول الممكنة لتدارك ما حصل في الثلاثي الأول من السنة الدراسية، قال بوعمود إنّ وزارة التربية ستكوّن لجنة بيداغوجية للنطر في تطور الوضعية وثانيا الحلول والسيناريوهات المُمكنة لايجاد الحلول الضرورية لتجاوز الاشكال على مستوى تقييم التلميذ خلال الثلاي الاول وكيفية التعامل بيداغوجيا مع ذلك، مُضيفا: "الوزارة ساعية لان يتم انقاذ السنة الدراسية وحلحلة الازمة.. فالوضع لا يرضي احدا". رسالة وزارة التربية للأولياء وفي ختام حديثه مع "الصباح نيوز" وجّه المدير العام بوزارة التربية مصطفى كريم بوعمود رسالة للاولياء مفادها: "ساعون لانقاذ السنة الدراسية.. وهنالك تطورات تهم مقترحات الوزارة بالنسبة لمختلف المنح والترقيات والتقاعد.. والوزارة ساعية لإيجاد حل للأزمة ومنفتحة على الحوار ومختلف الوساطات لما فيه مصلحة التلميذ وتحسين وضع المربين".