تتطلع القمة العربية بتونس إلى تجاوز بعض الأزمات التي تلقي بظلالها على المنطقة العربية خاصة الخلافات الطارئة بين عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى سعي قمة تونس إلى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية... وفي هذا السياق، تحدثت "الصباح نيوز" مع وزير الخارجية الاسبق أحمد ونيس الذي اعتبر ان انعقاد الدورة الثلاثين للقمة العربية في تونس، لم يكن بطلب من تونس ولكن جاءت بشكل دوري وقُبل بها وليس هنالك فضل باختيار تونس، مُضيفا: "ومادام جاء دورنا فلا نأخذه بخفّة بل يجب أن نقوم به بالجد وبكل الاهتمام والتقدير والاجتهاد ولهذا سنقوم بواجبنا الى اخر المطاف بعد أن قمنا بالاستعدادات اللازمة". الأولويات ال4 للقمة العربية وقال ونيس إنّ انعقاد القمة في تونس له 4 أهداف تتمثل أوّلا في ضرورة استعادة الاولوية للقضية الفلسطينية وان تجمع الجامعة العربية أو "الدار العربية" جميع الدول العربية من ذلك عودة سوريا وهذا امر مازال مؤجل ولم ينجح شكليا ولكن ستنجح تونس في الوصول إلى مسيرة لاستعادة سوريا لموقعها في الجامعة العربية، وفق تعبيره. أمّا عن الهدف الثاني للدورة الحالية للقمة العربية، فقال وزير الخارجية السابق احمد ونيس إنّه وبعد أن أراد الغرب ان يحطموا الشام إلا أنّ الدولة خرجت ناجحة فلهذا يجب ان تشعر سوريا ان الدول العربية معها، كما أنه وبالرغم من محاولة مزيد تفكيك الدولة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان"، فإنه "يجب الوقوف في وجهه وتوحيد الموقف العربي مع الدولي الذي يؤمن بضرورة الصد لضربة ترامب"، حسب قوله. وبخصوص الهدف الثالث للقمة العربية في هذه الدورة، فشدّد احمد ونيس على ضرورة إعادة العلاقات العربية-العربية كاملة، مُضيفا: "يجب تجاوز العداء وفما قمم عربية من ذلك قمة تونس وانشاء الله ننجح في تحقيق ذلك". وعن الهدف الرابع للقمة، فأفاد ونيس: "يجب التطرق الى قضية هامة تتعلق بانهيار الاقتصاد في الدول العربية والاموال التي تنفق في الأسلحة في حين أنها يجب ان تتوجه للارضية الصحيحة من ذلك تحديث الارضية الصناعية والتربوية وغير ذلك... في الدول العربية حتى تستعيد الامل للشباب العربي وحتى ينقشع سحب الافق.. وهذه غايتنا.. والى حد اليوم مُمكن متعثرين ولكن نضع الزمن معنا وسنفوز في انطلاقة جدية". وواصل احمد ونيس بالقول: "القرارات ستكون متعددة لكن العنوان العام ال4 أولويات". قضية ليبيا؟ وعن الوضع في ليبيا، ذكّر ونيس بالاجتماع الوطني الشامل الذي انعقد بليبيا، مُضيفا: "اعتقادي انهم على الخط الصحيح والحل بايديهم وليس بيد العالم الخارجي.. وقمنا بمبادرة عندما جاء الفرقاء الليبيين الى تونس.. وما يرضي الشعب الليبي يرضينا فقد أدركوا أن من يكسب الانتخابات له الحق في الدولة.. وانشاء الله بين ليبيا والجزائر الربيع العربي ينجح وانشاء الله تقوم قلعة تخرج بسبيل جديد لنهضة العالم العربي". سوريا وفيما يهمّ الشأن السوري، قال ونيس: "مؤنمنون بأن قرار ترامب بشأن الجولان سيكون مثل قرار ديسمبر 2017 المتعلق بفلسطين وستبقى أمريكا منفردة بمثل هذا القرار". اليمن وبالنسبة لملف اليمن، قال احمد ونيس: "نطمئن ايران وان نهضة العالم العربي ليست موجه ضد دولة ايران.. وأنّ الصراع بين الشيعة والسنة تجاوزه الزمن وان الاسلام يجمع الجميع.. فلنتجاوز هذه العقدة ونبث الوحدة مع جميع الاطياف اليمنية" فلسطين ومن جهة أخرى، أشار ونيس إلى نجاح تونس في وضع القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات القمة. وختم احمد ونيس بالقول: " سنجعل من تونس نقطة انطلاق لتحرك عربي ويتجاوز الصف العربي لجميع الدول التي تؤمن بانهاء سياسة الاستعمار.. والاعتراف بالقضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية والعربية.. وسنخرج من هذه الدورة للقمة العربية بمسيرة عملية مع مجموعات تختص بكل هدف من أهدافنا في جميع المجالات وسنكون جديين في تمشينا". وتُعتبر هذه القمة الثالثة التي تنعقد في تونس، حيث احتضنت سابقًا قمتين عربيتين وذلك في سنتي 1979 (القمة 10) و2004 (القمة 16)، فيما توزعت بقية القمم العربية على كلّ من الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا ومصر وسوريا والكويت والأردن والعراق والعربية السعودية والسودان ولبنان وقطر.